مع اقتراب موعد امتحانات آخر العام تُصاب المراهقات بحالة من القلق
والتوتر العصبي الذي يبدو واضحا في طريقة تفاعلهن مع الحياة، فالارتباك
وشحوب الوجه وارتعاش الأطراف تُصبح أبرز السمات الخارجية للمراهقة، ما
يتطور إلى فقدان التركيز وعدم الانتباه أثناء المراجعة النهائية، وهذا
بدوره يؤثر على كفاءتها أثناء حل أسئلة الامتحانات. قد تفقد المراهقة
توازنها أثناء الإجابة وقد لا يمكنها السيطرة على حالة الخوف أمام ورقة
الأسئلة فتوقع نفسها في مشكلة كبيرة تنال من قدرتها على الإجابة على النحو
المطلوب، ومن ثم تنتقص من فرصها لإحراز درجات مرضية.
الاستعداد للامتحانات لا ينحصر في المذاكرة والمراجعة وحل نماذج
الامتحانات السابقة، إنما يمتد إلى الاستعداد النفسي وإعداد الذات لمواجهة
هذه التجربة التي-ومع ما تبدو عليه من صعوبة-من السهل تجاوزها مع بعض
الصمود والجلد. لما لا تراجعين الأسلوب الذي طالما اتبعتِ في هذه المرحلة
الحرجة من كل عام وتستبدلينه بما نقترحه عليك؟،فربما يعينك على إنجاز هذه
الفترة بأفضل النتائج وأقل الخسائر.
تخلصي من الخوفانتصري على شعورك بالخوف بتذكر التجارب الشاقة التي مررت بها في هذه
المرحلة من كل عام وكيف تمكنت من اجتيازها، وتذكري أن المذاكرة هي الوسيلة
المثلى للشعور بالثبات أمام ورقة الإجابة. استرجعي معلوماتك جيدا وانتبهي
للثغرات ومواطن الضعف فيها،فهذا أولى باهتمامك من التفكير في صعوبة
الامتحانات.
قيمي مذاكرتكالإغفال عن مدى إنجازك للمهام المطلوبة ومدى قدرتك على استيعاب المنهج
الدراسي سيضرك دون أدنى شك. بادري بمساءلة نفسك: "هل فهمي للمنهج الدراسي
هو الأفضل أم أنني قصرت في مراجعة دروسي؟". حاولي الإجابة على الاختبارات
السابقة التي تناولت المنهج الذي تدرسينه وقيمي مستوى إجابتك، وعلى هذا
الأساس أعيدي مراجعة الدروس لتجاوز نقاط ضعفك.
لا ترضي إلا بأفضل مستوى من الإنجازاحرصي على مراجعة دروسك بصورة تضمن لك التفوق الدراسي، وليس مجرد النجاح
والمرور إلى العام الدراسي المقبل. استعيني بمواد إضافية لتدعم قدرتك على
حل الأسئلة غير المتوقعة واستزيدي منها بما لا يؤثر على المعلومات
الأساسية. اعلمي أن حالة الرهبة التي تنتابك يوم الامتحان ستؤثر على
استرجاعك للمعلومات عند الإجابة؛ لهذا عليك مذاكرة المواد جيدا لتفادي
التعثر أثناء الحل.
ابدئي بقراءة الأسئلة
أفردي الدقائق الخمس الأولى من وقت الامتحان لقراءة الأسئلة. اقرئي رأس
السؤال جيدا ولا تسارعي بالحل دون التأكد مما يطلبه من إجابة، فالتسرع قد
يدفعك للإجابة بما يفوق المطلوب أو يقل عنه، وقد تخسرين حينها من درجاته
فقط لمجرد إغفالك عن تحديد ما يلزمه من إجابة. اتركي الأسئلة الصعبة حتى
آخر الوقت، ولكن مع مراعاة منح كل سؤال الوقت الذي يحتاجه،فلا تحلي سؤالا
على حساب بقية الأسئلة.
نظمي طريقة إجابتكيفضل البعض البدء بالأسئلة الأصعب والانتقال إلى ما هو أسهل، في حين
يفعل آخرون العكس. لا فرق بين الطريقتين، المهم هو حل جميع الأسئلة وعدم
ترك أي سؤال مهما كان غريبا، فمن المؤكد أن المنهج اشتمل عليه. راجعي
معلوماتك جيدا وطوعيها على حسب ما يطلبه السؤال. راجعي الساعة باستمرار
وخذي في اعتبارك أن الوقت أثناء الانشغال بالامتحان يمر بسرعة تفوق
حساباتك.
راجعي الإجابات بعنايةلا تنسي ضرورة منح المراجعة الوقت الذي تستحقه، فربما نسيت إكمال أحد
الأسئلة أو اختلط عليك الأمر عند حل سؤال آخر أو لم تجيبي على سؤال ثالث
على النحو المطلوب. مرِّي على جميع الأسئلة وأعيدي قراءة إجابتك عليها
وتأكدي أنك أجبت عليها بأفضل ما عندك من معلومات. لا تتسرعي بتسليم ورقة
الإجابة قبل نفاد الوقت المسموح وانتظري حتى ينتهى الزملاء من الإجابة
لتسلموا الأوراق معا وتجنبي مراجعة إجابتك معهم كي لا تشتتي ذهنك وتصابي
بالإحباط إذا ما اكتشفت خطأك في حل أحد الأسئلة.
مواضيع ذات صلة