تبقى غاية كل أب وأم تحقيق أقصى درجات السعادة لأبنائهم، وأن يكون
أداؤهم جيدا فى مختلف نواحى الحياة وخاصة وقت الامتحان الذى يعتبر بالنسبة
للأبناء والأطفال وقتا صعبا مليئا بالضغوط، كما أنه يكون وقتا صعبا أيضا
على الأهل وخاصة الأم. إن التوتر والضغوط فى الحياة بصفة عامة تكون شيئا
إيجابيا لأنها تساعد الإنسان على إنجاز الأمور المختلفة وتدفعه لتحقيق كثير
من الأهداف. ولكن فى نفس الوقت فإن الكثير من التوتر قد يكون أمرا سلبيا
لأنه يجعل الإنسان غير واثق من نفسه وغير قادر على تحقيق أو إنجاز ما
يريده. عندما يقترب موعد الامتحانات أو الاختبارات فإن الطفل يبدأ فى
الشعور بالقلق والتوتر والكثير من الضغوط. إن قلق الأم والطفل بسبب
الامتحانات قد يؤدى للشعور بالإحباط والإرهاق والصداع وعدم الرغبة فى تناول
الطعام وأشياء أخرى. ويجب على الأم أن تعلم أن توترها يمكن أن ينتقل للطفل
ويؤثر عليه ويجعله يفقد القدرة على التركيز ويصاب بالصداع وبآلام فى
المعدة أو البطن.
إن أفضل طريقة يمكنك من خلالها تقديم المساندة والدعم لطفلك خلال فترة
الامتحانات وما قبلها هى أن تحاولى قدر الإمكان جعل الحياة فى المنزل هادئة
وسارة. ويجب أيضا على باقى أفراد العائلة أن يعلموا أن الطفل فى فترة
الامتحانات قد يكون متوترا ولذلك فلابد أن يتحملوه. وإذا كان طفلك لديه
فترة إجازة قبل بدء الامتحانات، فلابد أن تحاولى التواجد فى المنزل أغلب
الوقت لتتحدثى مع طفلك وتسانديه وتكونى معه فى أوقات الراحة من الاستذكار.
احرصى على أن تكون الثلاجة مليئة بالوجبات الصحية على أن يتناول طفلك
الطعام على فترات محددة. اطلبى من طفلك أن ينضم لبقية العائلة على طاولة
الطعام وقت تناول الوجبات المختلفة حتى لو كان مشغولا بالمراجعة والاستذكار
لأن من المهم له أن يغير كل ما يحيط به لبعض الوقت ويبتعد عن الكتب
والكمبيوتر. شجعى طفلك أيضا على أن يقوم بممارسة بعض الرياضة الخفيفة مثل
أن يذهب ليتمشى حول المنزل مما قد يساعده على تصفية ذهنه. حاولى ألا تطلبى
من طفلك أى طلبات ثقيلة فى وقت الامتحانات مع الابتعاد أيضا عن إثارة أى
خلافات معه. من المهم جدا أن ينام طفلك جيدا قبل موعد الامتحان فى الصباح
ولذلك إذا أراد الطفل السهر بغرض الاستذكار فيجب عليك أن تمنعيه بالإضافة
إلى أنه يجب أن يتناول إفطارا متكاملا قبل الامتحان.
على كل أم أن تعلم أن طفلها سيتأثر بحالتها النفسية، فإذا كنت تشعرين
بالقلق حيال أداء طفلك فى اختباراته المدرسية فإنك قد تنقلين لطفلك شعورك
هذا. وعلى سبيل المثال إذا ظلت الأم تمشى فى المنزل وتتجول، فإن الطفل على
الأرجح لن يتمكن من الجلوس ساكنا للاستذكار، ولذلك فعلى الأم أن تبقى هادئة
وإذا شعرت بالتوتر فعليها أن تخرج للتمشية لبعض الوقت.
عليك أن تظهرى لطفلك كل الدعم والحب وأن تستمعى إليه وتحاولى تجنب
انتقاده وقبل أن يأتى موعد الامتحان يجب أن تكونى إيجابية مع الطفل. أما
بعد أن ينتهى طفلك من الامتحان، فعليك أن تتحدثى معه وتطلبى منه أن يركز
على الامتحان القادم بدلا من التفكير فيما مضى.
ركزى على تغذية طفلك بصفة عامة وخاصة فى فترة الامتحانات على أن يتضمن
نظامه الغذائى الكثير من الخضروات والفواكه والأطعمة قليلة الدهون
والسكريات والكافيين وهى كلها أطعمة تنشط الذاكرة.فى فترة الامتحانات عليك
أن تضعى لطفلك روتينا للرياضة لتجديد طاقته وتقليل التوتر والضغط وتجديد
وتنشيط ذاكرة الطفل أيضا.
اعطى طفلك وقتا للراحة خلال فترة استذكاره للامتحانات على أن يشاهد
التليفزيون فى مثل هذا الوقت على سبيل المثال التليفزيون أو يذهب للتمشية.
لا تضعى لطفلك قواعد للاستذكار واتركيه ينظم هو جدوله بنفسه ويمكنك آنذاك
أن تساعديه على تنظيم الجدول.
هناك بعض الأطفال الذين يفضلون الاستذكار فى مطبخ المنزل مثلا، بينما
يوجد آخرون يفضلون الاستذكار فى غرفة بمفردهم ولذلك فيجب أن تتركى لطفلك
حرية اختيار مكان الاستذكار المناسب له.