إرسال بريد إلكتروني
قام الباحثون في «مايكروسوفت» بتطوير برنامج يتمكن من إتقان نبرة صوتك، واستخدامها في نطق لغة لا تتكلمها! ويمكن تسخير هذا النظام في إطار جعل البرامج التعليمية أكثر خصوصية، أو لتسهيل إنتاج وسائل تساعد المسافرين.
وفي عرض أقيم في مقر «مايكروسوفت» في «ريدموند» في ولاية واشنطن الأميركية بداية شهر مارس (آذار) الحالي، قام عالم الأبحاث في الشركة، فرانك سوونغ، بإظهار كيف أن بمقدور برنامجه قراءة نص بالإسبانية مستخدما صوت رئيسه في العمل، ريك راشد، الذي يترأس أبحاث «مايكروسوفت». وفي عرض ثان استخدم سوونغ برنامجه لإعطاء كريغ مندي، كبير الباحثين والاستراتيجيين في «مايكروسوفت»، القدرة على التكلم بلغة «ماندرين» الصينية. وقام راشد من جهته باستخدام صوته بلغته الأم قبل ترجمتها إلى لغات أخرى مثل الإنجليزية، والإسبانية، والإيطالية، والماندرينية.
وقد قامت نسخة مركبة صناعيا من صوت مندي بالإنجليزية، بالترحيب بالحضور في اليوم المفتوح للضيوف الذي نظمته «مايكروسوفت للأبحاث» حيث اختتمت بقولها: «بمساعدة هذا النظام يمكنني الآن التكلم بلغة ماندرين». وجرى تكرار هذا القول باللهجة الصينية لهذه اللغة.
* ترجم بصوتك
* ويقول سوونغ الذي ابتكر هذا النظام مع زملائه في «مايكروسوفت آسيا للأبحاث»، ثاني أكبر مختبر للأبحاث تابع للشركة في بكين عاصمة الصين: «سنكون قادرين على إجراء بعض التطبيقات والسيناريوهات مستقبلا». وأضاف: «بالنسبة إلى المسافر في بلد أجنبي الناطق بلغة واحدة، سنحاول أولا التعرف على النطق لنجري الترجمة بعد ذلك، وتحويلها إلى اللغة الثانية المختلفة، لكن بصوته هو».
ومن شأن الأسلوب الجديد مساعدة الطلاب على تعلم اللغة، بحيث إن تقديم مقاطع وعينات من اللغة الأجنبية بصوت الشخص ذاته قد يكون مشجعا، وسهل التقليد. وأظهر سوونغ أيضا أن بإمكان نظامه الجديد تحسين التطبيق الهاتفي الخاص بالملاحة وتحديد الاتجاهات، الذي يسمح للصوت المركب باللغة الإنجليزية قراءة وترجمة إشارات الطرق بالصينية وإذاعتها في صورة إرشادات ملاحية.
ويحتاج هذا النظام نحو ساعة من التدريب لتطوير نموذج قادر على قراءة أي نص بصوت الشخص المعني. ويجري تحويل هذا النموذج إلى نص مقروء بلغة أخرى، عن طريق مقارنته بالنص المخزون الذي يحول إلى نموذج نطقي باللغة المقصودة. ويجري تعديل الأصوات المفردة المستخدمة، بشكل دقيق، من قبل النموذج الأول لبناء الكلمات، باستخدام صوت الشخص بلغته الأصلية، بغية إعطاء النص الجديد المحول إلى نموذج نطقي، القدرة الكاملة على لفظ العبارات باللغة الثانية.
ويقول سوونغ إنه يمكن لهذا الأسلوب التحويل بين لغتين من أصل 26 لغة، بما فيها الماندرين الصينية، والإسبانية، والإيطالية.
* خصائص الصوت
* ومن شأن الحفاظ على صوت الشخص لدى تركيبه صناعيا بلغة أخرى، أن يجعل التفاعل الذي يعتمد على برنامج الترجمة أكثر جدوى، كما يقول شيركانث نارايانان الأستاذ في جامعة ساوث كاليفورنيا في لوس أنجليس، الذي يقود مجموعة أبحاث تعمل على نظم لترجمة الكلام، في حالات مثل الاستشارات والمعاينات التي تجري بين الطبيب ومريضه.
«فالكلمة هي جزء واحد، مما يقوله الشخص، وهي تنقل كل المعلومات، غير أن نظم الترجمة تحتاج إلى الحفاظ على الأصوات، وأكثر من ذلك، مثل الترنيم، والتجويد، والحفاظ على طبقات الصوت، التي هي مهمة جدا، وهذا المشروع يدرك ذلك تماما، فنظمنا بحاجة إلى التقاط أسلوب التعبير الذي يحاول المتكلم نقله، وبالطريقة التي يتفوه بها»، وفقا إلى نارايانان.
والمجموعة التي يشرف عليها الأخير تحاول البحث في أمور، مثل تأكيد أمر ما، والتحكم في طبقات الصوت، والأسلوب الذي يستخدمه الأشخاص في التعبير عن التردد والانفعال، فضلا عن جودة الترجمة كلمة مقابل كلمة، «فنحن نبحث في إمكانية تشييد نظم يمكنها التوسط بين الأشخاص، وليس فقط استبدال الكلمات. وأرى في مسعى (مايكروسوفت) هذا محاولة في هذا الإطار»، على حد قوله.