ايها السوريون، الشمس تشرق من الجنوب..هلمّوا الى الحرب …بقلم نارام سرجون
لست من هواة الغضب .. ولست ممن يفتحون له الباب عندما يدق على أعصابي .. لكن ليس من عادتي أيضا أن أقفل باب العقل بالمزلاج اذا دق المجانين على الباب يريدون بي شرا .. بل سأخرج لهم بكامل ثياب الحرب وبكل توثب المحارب .. فقمة التعقل أحيانا هي في الخروج للحرب لايقاف الجنون والمجانين ..لأن بعض أنواع الجنون تطلقه الحرب ..لكن الكثير من الجنون تعيده قعقعة السلاح الى جادة الصواب..
بالأمس وصلتني مجموعة صور من شواطئ تل أبيب وقد اكتظت بالسياح السعداء وبالاسرائيلييين الذين يتمددون باسترخاء على المقاعد ويكرعون مافي الكؤوس من الأطايب .. الوجوه يبدو عليها الارتياح الشديد .. فكل التفجيرات التي كانت تلاحق الاسرائيليين في تل أبيب توقفت ونقلت هذه التفجيرات الى شوارع دمشق وبغداد .. وكل الفوضى التي انتشرت في المستوطنات الاسرائيلية أثناء الانتفاضة الفلسطينية من أجل “الحرية” قام الاسرائيليون بتحويلها بعبقرية الى فوضى في العالم العربي من أجل نفس الشعار أي “الحرية” .. الشعار ذاته يستعمل لكن الجمهور ليس ذاته والعقول الآن ملوّثة .. وهاهي أفواج المستوطنين الذين هربوا الى كل زوايا العالم أثناء الانتفاضة الفلسطينية تعود أفواجا الى الكيبوتزات وتعود للعمل بنشاط .. بل تتكاثر اعلانات المستوطنات وتوسيع المنشآت العمرانية من جديد..فاسرائيل نجت وخرجت من الكارثة الى الحياة من جديد على ظهر حمار اسمه .. الربيع العربي ..
ولكن الاسرائيليين مدينون بالنجاة للسعودية وقطر بالكثير .. ولاأبالغ ان قلت ان أكبر عملية انقاذ تمت في اسرائيل هي عملية قادها القطريون وحكام الحجاز .. وأن الجسر الجوي الأمريكي الذي مده الأمريكيون ابان حرب تشرين لايساوي انجاز جسر الحياة والبقاء وطوق النجاة الذي مده لها حكام السعودية وقطر بعد أن أشرفت اسرائيل على الهلاك معنويا في انتصارات القوى الشعبية المقاومة الأخيرة التي فاقت ماتحقق عام 1973 .. وكما أن هناك شارعا في القدس باسم أنور السادات والملك حسين فان اسمي الملك عبد الله بن عبد العزيز وحمد بن خليفة يجب أن يحفرا على جدران الكنيست الاسرائيلي حيث كان عزمي بشارة يصول ويجول..
فكما نتذكر عندما تفجرت شوارع تل أبيب بالعمليات الاستشهادية في الانتفاضة الثانية وترنحت اسرائيل وأصيبت بالدوار فوجئنا بتنظيم القاعدة السعودي يفجر ناطحات سحاب نيويورك .. فانتهت الانتفاضة الفلسطينية بسرعة وانهارت عملية تقويض التمدد الاسرائيلي .. وعندما حوصرت اسرائيل بهزيمتين شعبيتين متتاليتين وبمقاومتين اسلاميتين في لبنان وغزة .. أطلقت علينا اسرائيل اسلاميي الربيع العربي (النسخة المعدلة من القاعدة) ..وذلك من قطر .. ومن مساجد الرياض .. وعاقبتنا بنفس السلاح ..سلاح الاسلاميين ذاته..
ان كان هناك من يستحق التهنئة الآن فهم الاسرائيليون الذين أحاطوا أنفسهم بالمخلصين من حكام العرب الذين بدورهم يحيط بهم سياج من السذج والأفراد الأميين والجهلة والمنافقين واسلاميي العرب .. هذان الطوقان في الحقيقة هما درع اسرائيل الأكبر .. بل صار من المشروع أن نتساءل عن ماهية مشروع “القبة الحديدية” الاسرائيلي بعد اليوم؟ .. لأن مشروع القبة الحديدية الحقيقي تبين أنه الربيع العربي ذاته الذي يحمي اسرائيل بقبة الاسلاميين وعباءات الافتاء السعودي وعباءة القرضاوي واتحاد علماء المسلمين .. فمن يذود عن اسرائيل اليوم غير الاسلاميين من تونس الأهبل المرزوقي الى تركيا أردوغان؟؟!! ..ومن يقتل خبراء الجيش السوري في الحرب الالكترونية والطيارين وكبار العسكريين في الوحدات المحاربة من الكوماندوس المحترفين غير اسلاميي السعودية وتركيا ؟؟ ومن دمر بالأمس فقط حياة 500 عائلة سورية من المجتمع دفعة واحدة ..في مجزرة القزاز؟؟
لا الغرب ولاأمريكا ولا القبعات الزرق ولا القبب الحديدية ستحمي اسرائيل عندما تسدد كل شعوب المنطقة ضرباتها على اسرائيل .. ولكن اسرائيل تحميها مساجد وعباءات بيضاء ولحى طويييييييلة .. ومال يبذل بسخاء لاحدود له ولاسقوف وبلا ضفاف ..
فماذا تستطيع اسرائيل أن تفعل دون عون السعودية التي ترسل الانتحاريين والمال لقتل العراقيين والسوريين وتنشر الفوضى بين المصريين؟ ماذا كانت اسرائيل فاعلة مع حزب الله لولا السعودية التي جعلت حسن نصر الله هو قاتل الخليفة عثمان بن عفان بل وألبسته ثوب أبي لؤلؤة الذي طعن عمر بن الخطاب؟ .. وماذا كانت اسرائيل فاعلة مع حزب الله وايران وسورية لولا أن أمراء الزيت والغاز أنفقوا كل مالهم لتفكيك فكرة الجهاد في فلسطين وكادوا ينطقون القرآن بالجهاد ضد ايران والشيعة؟؟ .. وماذا كانت اسرائيل فاعلة بعقول ملايين العرب الذين لايحبون اسرائيل لولا قطر والجزيرة وجحافل كتّاب عرب يكتبون في أكثر عناوين الجرائد العربية تملقا للمشاعر؟ ..مثل الشرق الأوسط ..القدس العربي ..الحياة ..الخ ..فهؤلاء هم الذين جعلوا رفع علم اسرائيل في حمص مبررا .. وهؤلاء هم الذين حببوا الى عقول الشعوب العربية الغزو الأحنبي العنيف في ظاهرة لم تشهدها البشرية على الاطلاق .. نعم انها ظاهرة لم تشهدها البشرية على الاطلاق..أي أن يؤمن جزء من شعب يسمى معارضة أن الحرية تصنعها قاذفات القنابل الأمريكية التي فتكت بكل مقاتلي الحرية في العالم كله..وأن الحرية يسقيها اليورانيوم المنضب..
السعودية وقطر أبعدتا المتفجرات والغضب عن شوارع تل أبيب ورمتاهما في شوارعنا وفي شوارع العراق .. والسعودية تقوم بتجنيد المقاتلين العرب لا ليقاتلوا اسرائيل (لأن ذلك رمي بالنفس الى التهلكة كما أفتى وعّاظها) .. بل تلقي بهم الى التهلكة في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ..وكل الدنيا الا اسرائيل
لكن ألم يحن الوقت لنقل المعركة الى أرض العدو؟؟ وأين يجب على الدولة السورية أن توجه ردها القاسي..؟؟
قد يختلف معي كثيرون لكنني أرى أن الوقت نضج تماما للخروج من مرحلة المنفعل في الأزمة السورية الى مرحلة الفاعل وبقوة للنقر على رأس الافعى .. لأنني أكثر ثقة بمالدينا من عوامل قوة .. أقول هذا لأنني أعرف أن الانجاز السوري على الأرض كان كبيرا .. فقد تمت جندلة المشروع التغييري في سورية الذي انتهى نهائيا .. وتلقى الغرب اهانة لم يتلقاها منذ سقوط يوغسلافيا .. ولم يتمكن من أن يحقق ارادته في التغيير .. فالغرب تمكن من تفكيك يوغسلافيا وتدمير قيادتها .. والغرب تمكن من تدمير العراق وقيادته .. والغرب تمكن من تدمير ليبيا وقيادتها .. لكنه فشل نهائيا في سورية وليس له أي أمل في اسقاطها بالطرق التقليدية التي اعتادها..
والانجاز السوري باذلال غرور مال قطر واذلال الجامعة العربية لايوصف.. وتحول أردوغان الى أكبر ذليل في شوارع الشرق بعد أن أفرغ من صوته لايضاهيه نصر .. وانجاز سورية لايصدق في خلخلة الدور السعودي الذي لم يتخلخل يوما في المنطقة حيث صار آل سعود يرون أن ماهو آت لاريب فيه .. وهو الانقلاب النهائي لمعادلة عتيقة كانت الرياض فيها تتقاسم الزعامة على العرب مع عواصم مثل بغداد والقاهرة ودمشق .. لكن هناك معادلة جديدة اليوم هي .. اما الرياض أو دمشق ..زعيمة للعالم العربي..
الحقيقة التي لامناص منها هي أن كل هذا الربيع العربي تنفذه السعودية وقطر وتركيا بقيادة اسرائيلية غربية مشتركة ..والغرض النهائي هو المد بعمر اسرائيل ماأمكن كما في كل مشاريع السعودية منذ وجودها .. الغاية النهائية من الربيع العربي هو احياء الربيع الاسرائيلي بتفكيك محيط اسرائيل وانهاء عملية التخلص من الجيوش العربية الثلاثة التي حاربت اسرائيل ..العراقي والمصري والسوري .. وبتفكيك مابقي من سورية القديمة لتحيا اسرائيل الكبرى التي لم تعد قادرة بمساحتها الحالية على استيعاب كل اليهود الذين يجب أن يهاجروا اليها الا اذا تحطم كل ما حولها من تهديد بشري وديموغرافي متماه ومنسجم ..
ولعل أهم قلق لاسرائيل هو بالذات التهديد العسكري السوري الذي يقف على فم اسرائيل بآلاف الدبابات وبغابات الصواريخ .. فالاسرائيليون يعرفون أن تحطيم سوريا سيجعل أي تهديد من ايران بلامعنى اذ لن تكون هناك قدرة لايران على المس باسرائيل اذا لم توجد ايران على حدود اسرائيل عبر الأرض السورية وحزب الله .. واسرائيل تعرف أن ضرب العراق أضعف الجبهة العربية كثيرا .. لكن اسرائيل تعرف أن العراق عاد حرا بسبب سورية ..
البعض يعتقد أن الرد السوري على الارهاب في شوارع دمشق يجب أن يكون على تركيا أو قطر أو السعودية وهي الأذرع الأمريكية الاسرائيلية .. لكن هذا اضاعة للوقت كما أرى .. فالرد بعمل ارهابي مماثل في مدن تلك الدول ليس أخلاقيا ولن يصيب الا المدنيين الأبرياء كما يحدث لدينا .. كما أن هذه الدول لايهمها حتى وان مات نصف رعاياها في تفجيرات ارهابية ..فهذه حكومات لايهمها الا قصورها .. بل ان هذا النوع من الرد هو ماتريده هذه الدول لاشغال شعوبها عن أسئلة ناهضة عن الحرية الحقيقية والفساد الحقيقي في السعودية وقطر .. وكذلك لتقول حكومات هذه الدول انها على حق في دعوتها لاسقاط الدولة السورية وأن السوريين يريدون شرا بشعوبها .. وستحوّل رأي الناس الى أن المشكلة هي مع النظام السوري وليس مع فساد الحكم السعودي أو القطري ..وقد يرى جزء من الشعب التركي أن أردوغان ورطهم لكن البعض الآخر سيرى أنه محق في دعمه للتمرد السوري ليحمي تركيا بالثأر من شوارع دمشق تماما كما نحن نرى الآن الرغبة بالثأر من شوارع استانبول والرياض.. فتقع شعوب المنطقة كلها في صراع بلا نهاية ..ستعمل اسرائيل على اطالته
اذا ليست السعودية وتركيا مايجب استهدافه .. لكن رأس الأفعى الكبير الذي يجب أن يضرب هو …………. اسرائيل ..
فهناك حقائق يجب المرور عليها وهي:
- ان اسرائيل هي الراعية الحقيقية للتمرد “المسلح” في سورية وهي مركز الثقل الرئيسي لدعمه من خلال اللوبي اليهودي في الغرب ..ولاأحد يملك تأثيرا ضاغطا على القوى الراعية للعنف على الأرض غير اسرائيل التي تصدر الأوامر لقطر والسعودية وتركيا بالتمويل أوالدعم والايواء .. تماما كما تعرف اسرائيل أن سورية وايران هما القوتان الضابطتان لايقاع حزب الله في صراعه مع اسرائيل..انها نفس اللعبة ..
- ان استمرار هذا النوع من العمليات الارهابية سيقوض النسيج الاجتماعي السوري ويخلق خلال فترة وجيزة جيلا مشوها نفسيا قد يمتصه النزاع نحو حلقات عنف أخرى .. بل ان السكوت عنها سيجعلها شيئا مألوفا كما صار ذلك لدى العراقيين .. ولأن آمر ومخطط العمليات خارجي فلن تتوقف الا بعمل خارجي يفضي الى فرض منع تسليح الارهابيين وتمويل عمليات الانتحاريين..تماما كما توصلت اسرائيل الى القرار 1701 القاضي بمنع تسليح حزب الله ..وكما فعلت تركيا بشأن حزب العمال الكردساتاني .. ويمكن العمل على ايجاد صيغة تفاهم تلتزم بها اسرائيل وأصدقاؤها….
- الدول التابعة للغرب (تركيا والخليج العربي) ستنصاع لأوامرالغرب بايقاف تمويل المسلحين السوريين وايوائهم اذا ما تألمت اسرائيل..وبدل خوض النزاع مع عدة جهات ..يجب التعامل مع المركز الرئيسي للمشكلة
- ان السعودية تحديدا تخشى ممن يهدد اسرائيل مباشرة لأنه يكتسب شرعية أخلاقية لاتستطيع مجاراتها ..ومشكلتها مع الرئيس الأسد أو حسن نصرالله أنهما لايسقطان بسهولة بسبب أن عملية نزع الشرعية عنهما ليست يسيرة في الوعي الجمعي العربي حتى وان تراجعت شعبيتهما بضغط الاعلام .. ومثال عبد الناصر لايزال حيا فلم يجرؤ حاكم عربي خليجي عليه عندما كان يهدد اسرائيل بقوة الى ان أسقطوا هيبته في مؤامرتهم عام 1967 .. فتمرد العرب عليه بعد ذلك واستأسدوا ..
وكان حكام الخليج لايجرؤون على اقامة مكتب علاقات تجارية مع اسرائيل عندما كان صدام حسين في العراق ولكن بعد هزيمته أسقطوا هيبته ودفعوا الجميع الى مدريد واوسلو ومفاوضات لم تفعل سوى ترسيخ اسرائيل في الأرض .. بعد أن سقط من كانوا يخشونه..
- ان أية حرب مع اسرائيل لن تتسبب بمثل الخسائر الهائلة التي تسببت بها هذه المؤامرة على سورية ..كما ان أية خسائر في حرب معها ستوفر الكثير من الخسائر في حرب استنزاف قد تكون طويلة مع قوى المال العربي الذي يملك القدرة على تمويل الارهاب الى مالانهاية وشراء طلاب الحوريات في الجنة .. أي أن حربا قصيرة مع اسرائيل ستقصر حرب استنزاف تخوضها اسرائيل معنا بمقاتلين عربا ..وستطلب أميريكا من مصطفى عبد الجليل والظواهري سحب مقاتليهما من الاراضي السورية..
- ان الحرب مع اسرائيل تحظى بحماس منقطع النظير من الشباب السوري الذي يرى أنه يموت على الأرصفة مجانا وبقناصات اسرائيلية على الحواجز .. أما الموت في الجولان وفي معارك مع القوات الاسرائيلية فلايقدر بثمن..
- ان الحرب مع اسرائيل لن تخاض بالقوات وبالالتحام المباشر غالبا ولن نحتاج للزج بكل الجيش بل سيكون بالقصف المتبادل على المنشآت العسكرية والاقتصادية .. ولن تجرؤ اسرائيل على قصف شارع في دمشق (كما تفعل الآن من خلال وكلائها وانتحارييها) .. ولن تقصف حيا أو حارة لأنها تعرف أن الطائرة العائدة من قصف دمشق سترى صاروخا ضخما يسبقها ليهبط قبلها الى أحياء تل ابيب فهناك ردع متبادل فيما يتعلق بالأهداف المدنية .. وستكتفي اسرائيل بحرب المنشآت والمواقع العسكرية التي تتعرض الآن للهجوم من قبل وكلاء اسرائيل في المعارضة السورية ودول الخليج
– .. العدو هناك في تل ابيب ..أما الثآليل المجاهدة في السعودية فستلزم الصمت اذا ماصدرت الأوامر لها بالصمت من تل أبيب .. ولن نتفاجأ ان ظهر الدعاة يدعون للرئيس بشار الأسد من كل مساجد السعودية اذا ماأرادت اسرائيل ذلك لارضائه وابعاد صواريخه ..
- ان للجغرافيا والتكنولوجيا كلمتها ..ولذلك فان صواريخ السوريين على اسرائيل لن تشبه صواريخ صدام حسين ..الاسرائيليون يعرفون ذلك ..جدا ..وهم لايريدون تذوق طعمها ..
- لن تجرؤ حكومة أردوغان على الدخول في الحرب لمساعدة اسرائيل تحت أية ذريعة ..كما أن العامل الايراني سيكون العامل الكابح لجماح أردوغان بلا شك ..
- ان عودة بوتين ليست عودة فارغة ..فالرجل يريد أن يعيد هيبة روسية .. والرجل يعرف أن نجاح المشروع الاسلامي-الاسرائيلي سيصل الى روسيا التي عرفت أن اسرائيل كانت تتآمر عليها في جورجيا فدخل الروسي بنفسه الى أبخازيا.. وبوتين معروف بمساندته اللامحدودة للدولة السورية .. ولعبة استعادة الهيبة الروسية قد تكون باطلاق الذراع السوري على الوجه الاسرائيلي كرمز للغرب لصفعه ..
- ستفضي الحرب الى خسائر ولكن الآخر العدو سيصاب بخسائر أيضا .. ويجب أن يعرف الاسرائيليون أن قضية الجولان خرجت من اطار مماحكات السلام ومقايضات الأرض .. ودخلت منحى الحرب بعد أربعين سنة ..
- لاعودة للجولان الا بالحرب .. وآن لهذه المعادلة أن تحل محل وفود السلام والصلح وزمن “وداعا للسلاح ومرحبا بالمفاوضات” ..انه زمن آخر ..زمن “مرحبا بالسلاح ووداعا للمفاوضات والمبادرات”..
- الحرب الوطنية ستفرز المعارضة الرثة التي ان قالت ان الحرب غير مشروعة ولانقاذ الأسد فانها ستغامر بالكثير .. لأن المشاعر الفطرية للناس هي أن البلاد قد تختلف داخليا لكن عندما تدخل حربا مع عدو تقليدي يجب أن تقف صفا واحدا ..والحرب الوطنية هي العلاج السريع للصراعات الاثنية والعرقية والدينية ودواء لعلاج الجروح والرضوض الاجتماعية وآثار الأزمات الطائفية..
- يجب استثمار اندفاع الشعب السوري الذي أمسك ببلاده وبقيادته .. والانتظار كثيرا قد يمتص هذا الاندفاع ويميعه..
أخيرا..
لابد من تذكير القراء بكلمة الفيلسوف اليوناني “ديوجين الكلبي” الذي كان يمسك سراجا في النهار وهو يقول: انني أبحث عن انسان .. وعندما وقف الاسكندر المقدوني أمامه عارضا عليه خدماته قال له ديوجين بلا مبالاة:
نعم تستطيع خدمتي .. بأن تبتعد عني لانك تحجب الشمس ..
وهذا مايجب أن يقال للمعارضين -رغم ضآلة قاماتهم بالمقارنة مع الاسكندر العظيم – الذين يحجبون ضوء الشمس عنا .. بثرثراتهم:
ابتعدوا ..انكم تحجبون ضوء الشمس ..فالشمس تشرق من الجولان..