منتدى نسائم الصباح
خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد 829894
ادارة المنتدي خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد 103798
منتدى نسائم الصباح
خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد 829894
ادارة المنتدي خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد 103798
منتدى نسائم الصباح
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد

اذهب الى الأسفل 
+3
المعتصم بالله
prince
شذى الياسمين
7 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شذى الياسمين
المديرة العامة
المديرة العامة
شذى الياسمين


الدولة : غير  معروف
عدد المساهمات : 11494
النقاط : 8232
تاريخ التسجيل : 05/04/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty11th مايو 2012, 10:10

خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة

لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد

بتاريخ : 2- 3-1422هـ
والتي تحدث فيها فضيلته عن : مصدر القوة في الأمة



أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فمن اتقى ربه فاز وسعد، ونال يوم الجزاء جميل ما وُعد، أخلصوا لربكم في العبادة والطاعة، والزموا الجمعة والجماعة، وبادروا بالأعمار صالح الأعمال، وأعدوا العدّة ليوم لا بيع فيه ولا خلال، اعتبروا بما طوت الأيام من صحائف السالفين، واتعظوا بما أذهبت المنايا من أماني المسرفين.

أيها المسلمون:

ما أجمل القوة في الحق، حين تندفع بردًا وسلامًا، فترفع المظالم النازلة على الأفئدة الكسيرة، وتطفئ الآلام المبرحة التي تحُلُّ بالمظلومين والمستضعفين، لا يعرف فضل القوة المؤيدة للحق إلا من شقي تحت وطأة الطغيان دهرًا طويلاً، إن الضعيف والمظلوم كليهما يستقبلان طلائع القوة وزمجرتها كبوارق الصبح، تشق دامس الظلام. ما أجمل القوة العادلة عندما تحق الحق وتبطل الباطل.

إن القوة التي تقيم بين الناس موازن القسط، وتبسط بينهم العدل هي ما أمر به الإسلام، وربى عليه أتباعه، بل حضّ على بذل النفس والنفيس من أجله، وفي الحديث الصحيح: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير))، وفي التنزيل العزيز: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ وَمِن رّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ [الأنفال: 60].

الحق المسلوب لن يستطيع رده إلا رجال لهم جرأة في الحق تربو على جرأة عدوهم في الباطل، وعندهم حرص على التضحية في سبيل الله أشد من حرص عدوهم على المغامرة والسطو والاحتفاظ بالمكاسب الحرام، إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ يُقَـٰتِلُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنجِيلِ وَٱلْقُرْءانِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ ٱللَّهِ فَٱسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ ٱلَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [التوبة: 111].

إن ما ظفر به أعداء الأمة من سطو واستيلاء لا يرجع إلى خصائص القوة في أنفسهم بقدر ما يعود إلى آثار الوهن في صفوف أصحاب الحق، ومع طغيان الأثرة واستبداد الظلم وانفلات موازين الحق والعدل يبقى العالم محتاجًا إلى القوة التي تعرف العدل والنظام مثل حاجته إلى الطعام والشراب أو أشد، بلا لا لذة لطعام ولا شراب إذا ساد الخوف وفشا الظلم.

أيها الإخوة المسلمون:

لقد تغيّر الزمن على المسلمين، فانكمشوا بعد امتداد، ووهنوا من بعد قوة، وما ذلك إلا لسر ولكنه ليس بسر، لقد كشفه نبينا محمد في قوله: ((يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها)) قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوهْن)) قالوا: وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا، وكراهية الموت)).

هذا هو مبعث الوهن الحقيقي، وذلكم هو سر الضعف المهين، أن تخلد الأمة إلى دنياها ومتاعها، فتعيش أسيرة لأوضاعها الرتيبة، متعلقة بشهواتها، لا هَمَّ لها إلا الرغائب المادية، حب الدنيا يجعل الهُمام ضعيفًا، رخوًا خوّارًا، يضعف أمام امرأة يحبها، أو شهوة يطمعها، أو لذة عارضة ينشدها.

كراهية الموت تجعل الأفراد والجماعات يؤثرون حياة ذليلة على موت كريم، يؤثرون حياة يموتون فيها كل يوم موتًا من بعد موت، وذُلاً من بعد ذل على موت كريم يحيون بعده حياة الخالدين.

حياة الغثاء لها سمتان: أُولاهما خفة الوزن، وثانيهما التفكك والتحلل، وكل ذلك يولّد نتيجة مخيفة، إنها فقدُ السير على الصراط المستقيم، فالغثاء يُساق مساق الزَبد الجُفاء على الأطراف والهوامش.

في أجواء الوهن والغثاء يتولد خفافيش، ثرثرتهم أكثر من إنتاجهم، ودعاواهم أكثر من حقائقهم، وشهواتهم أملك لأزِمَّتِهم، الأمة تعيش أزمات وهزائم، وهؤلاء الخفافيش سامدون، يضحكون ولا يبكون، في الأندية يتسامرون، وفي أجواء من الجدل العقيم يتفيهقون، بل هم في خوض يلعبون، ديدن كثير منهم التلاسن في القنوات والمحطات والكتابات، مما ولّد موت الشعور، وعدم الاكتراث بأحداث الأمة وهمومها.

في أحوال الضعف وحياة الهوان وهجواء الغثاء ترى نفوسًا تحللت بالمعاصي، وشعوبًا انحلت بالإسراف، وأقوامًا تهدمت بحب الدنيا وكراهية الموت، وحينئذ ينتصر الكافرون، وينتفش المبطلون.

حين تضعف الأمة يطمع فيها من لا يستطيع الدفاع عن نفسه، والقطيع السائب تفترسه الكلاب قبل الذئاب، المعارك يربحها أصحاب العقائد والمبادئ والتضحيات، ولن يربحها المهازيل، عبّاد الشهوات، وأسارى الدنيا.

أي ذلٍ، وأي إهانة، وأي وهن أكبر من أن يقتل فئام من العرب والمسلمين ولا يسمّى ذلك إرهابًا، ويقيّدون ويؤسرون ولا يعد ذلك ذلاً، أما غيرهم من أبناء الأمم الأخرى فإن اعتراض طريقهم أو تهديد أمنهم أو الوقوف في مصالحهم يعدّ جريمة كبرى، وينشئ أزمة عالمية، ويشغل المحافل الدولية، وتتردى أصداؤه في وسائل الإعلام الكبرى.

أوضاع حلت بالأمة، في كثير من ديارها وأصقاعها، دكت كيانها، ومزقت شملها، وأغرت أعداءها بالانقضاض عليها.

أيها المسلمون:

والمسلم لا يقيم العزاء على شيء فاته، ولا يندب حظه لأمر نزل به، ولكنه ينظر ويتأمل ويسبُر سنن الله، فهو يفقه كل الفقه أن الانتصار والهزيمة ليست حظوظًا عمياء، ولا هي خبط عشواء، كلا ثم كلا، بل إن الأمور تسير إلى نهايتها، وفق سنن الله ومقاديره، ولا مبدل لحكمه.

عند النظر والتحقيق والحساب الدقيق، تدرك أن الضعيف هو الذي فعل ذلك بنفسه، والمنتحر لا يُتهم أحد بقتله، فهو قاتل نفسه.

إن الأعداء لم ينتصروا بقواهم الخاصة قدرَ ما انتصروا بضعف كثير من القلوب في إيمانها، وافتقار الصفوف إلى الوحدة والتراصّ.

أيها المسلمون:

ليست أثقال القوة العسكرية ولا القنابل الذرية ولا الأسلحة الجرثومية، أخطر أسلحة عدونا، إن أخطر الأسلحة وأمضاها زيوف الأفكار التي تسوق المسلمين إلى الدمار، وإطلاق الأهواء والغرائز والشهوات والأنانيات، وفشو المظالم، وهضم الحقوق، بعد اهتزاز ثوابت الإيمان، وضوابط الأخلاق، وبث روح اليأس والتيئيس في النفوس.

أيها الإخوة المسلمون:

إن المتأمل في هزائم الأمة، وصراعها مع أعدائها يدرك أن الجهود الماكرة للأعداء في ميادين التربية والتعليم والإعلام، قد آتت كثيرًا من أكلها، والمرَّ من ثمارها.

من عشرات السنين وخُطط الأعداء جادّة في ذود الأجيال عن القرآن الكريم ذودًا، وتجهيلهم بدينهم تجهيلاً، قوى كافرة ماكرة، إذا احتاج الأمر إلى اللين لانت، وإذا احتاج إلى القسوة بطشت؛ في لينها تدسُّ السموم، وفي شدتها تقتحم الهمجية والجبروت، يخفرون كلَّ ذمة، ويخادعون في كل قضية، الغاية عندهم تبرّر الوسيلة، يجيدون العبث والتحريف، والتجسس والإفساد.

أيها المسلمون:

في هذه الأجواء، كان ينبغي أن تكون الجِباه مُقطِّبة، والنفوس جادة، غير هازلة، كان ينبغي أن يطير النوم من عيون الهاجعين.

أيها الإخوة الأحبة:

ومع كل هذا، فإن العدو الخطير أهون مما يتصور المتشائمون والمذعورون، واليائسون والانهزاميون. إن الانتصار على الأعداء ولو طال الزمن لا يتطلب إلا سلاحًا واحدًا، يستخدم بصدق وإخلاص، وجدّ وعزيمة، إنه سلاح محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، سلاح الإيمان بالله، وإخلاص التوحيد والعبادة، والعمل بالإسلام، والسير على نهج محمد في السِلم وفي الحرب.

يجب أن يعي المسلمون أن الإسلام وحده هو مصدر الطاقة بإذن الله الذي تضيء به مصابيحهم، وتنير به مشاعلهم، وبدون الإسلام ليسوا إلا زجاجات وقوارير فارغة لا يُوقدها زيت، ولا يشعلها ثقاب، ليس للمسلمين عز ولا شرف، ولا حق ولا كرامة إلا بالإسلام، إنهم إن أنكروا ذلك، أو تنكروا له فلن يجدوا من دون الله وليًا ولا نصيرًا، إنهم بغير الإسلام أقوام متناحرة، وقطعان مشتتة، بل سِقُط متاع، وأصفار من غير أرقام، يجب أن تربى الأمة على الإقبال على المخاطر لتسلم لها الحياة، في دعائم موطدة من الدين القويم، والخلق المستقيم، في دعاء صادق تنطلق به الحناجر: ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ [آل عمران: 147].

يجب تأصيل التعامل مع المستجدات والأحداث، بنظرة إسلامية، واعتماد أجهزة الإعلام النظرة الإيمانية، وتوحيد مصدر التثبت في الأنباء على منهج القرآن المدلول عليه بقوله سبحانه: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِى ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ [النساء: 83].

أما اليأس والتيئيس، فليُعلم أن اليهود تحملوا العيش في الشتات آلاف السنين، ولم ينسوا مزاعمهم في أرضهم الموعودة، فهل يضطرب أهل الحق المسلمون لمتاعب عشرات السنين، تبلغ الخمسين أو السنين أو ما فوق ذلك، ويفرطون في حقوقهم؟ كلا ثم كلا، إن الأمة بحاجة إلى تربية جادة تصب الأجيال في قوالب الإيمان، وترصهم في ميادين الجهاد، والمثابرة وطول الكفاح، ولنا من حديث اليأس ما نحذّر به الخصوم والأعداء، فحذار من دفع خصمك نحو اليأس، إن غلق الأبواب، ومحاولة التضييق على الخصم في ركن أو زاوية، وسدَّ فرص الاختيار يفجر طاقات الغضب والكبت، والانتقام والآلام، إن هذا المسلك يدفع نحو المواقف المتطرفة، يغذيها الحقد والتشفي، والقمع الطويل.

وبعد، أيها المسلمون:

فلنا من كتاب ربنا، ما يربينا ويهدينا، ويدلنا ويرشدنا، فقد سرد لنا أنواع القصص، وضرب لنا روائع الأمثال، ثم قال: وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً [الفرقان: 20].

وبالتربية القرآنية سوف تنبعث الهمة في الأمة، وينبت فيها الطموح والتطلع العالي، وهمُّك على قَدْرِ ما أهمّك، وعلى قدر أهل العزم تكون العزائم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَاء وَٱلضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ [البقرة: 214].

نفعني الله وإياكم بالقرآن العزيز، وبهدي محمد ، وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله، بلطفه تنكشف الشدائد، وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويُتّقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا أيها المسلمون:

إن العظمة الإنسانية، والقوة الإيمانية لا تُعرف في الرخاء قدرَ ما تعرف في الشدة، والنفوس الكبار هي التي تملك أمرها عند بروز التحدي، ألا ما أسعد المجتمع بالأقوياء الراسخين من أبنائه، وما أشقاه بالضعاف المهازيل، الذين لا ينصرون صديقًا، ولا يخيفون عدوًا، ولا تقوم بهم نهضة، ولا ترتفع بهم راية، فقد ابيضت عين الدهر ولم تر مثل المؤمن في قوته، وبذله وفدائه، المؤمن لا تخيفه قوة المادة، ولا لغة الأرقام، فهو يقدم من ألوان التضحية وضروب الفِداء وأنواع البذل، ما لا يصدقه الأعداء، المؤمن لا يصرفه عن حقه وعد، ولا يثنيه عن همته وعيد، ولا ينحرف به طمع، ولا يضله هوى، ولا تغلبه شهوة، فهو دائمًا داع إلى الخير، مقاوم للشر، آمر بالمعروف، ناه عن المنكر، هاد إلى الحق، فاضح للباطل، لئن كَسر المدفع سيفه، فلن يكسر الباطل حقه، المؤمن قوي لأنه على عقيدة التوحيد، وعلى طريق الحق، لا يعمل لعصبية جاهلية، ولا من أجل البغي على أحد، إنه قوي بإيمانه، مستمسك بالعروة الوثقى، يأوي إلى ركن شديد، فَمَنْ يَكْفُرْ بِٱلطَّـٰغُوتِ وَيُؤْمِن بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لاَ ٱنفِصَامَ لَهَا وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:256].

المؤمن بإيمانه ليس مخلوقًا ضائعًا، ولا رقمًا هملاً، ولو تضاهر عليه أهل الأرض أجمعون، ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ ]النساء:173 ]، وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا اذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكّلُونَ [إبراهيم: 12].

ألا فاتقوا الله رحمكم الله، واستمسكوا بدينكم، وتمسكوا بحقكم، وأحسنوا الظن بربكم، ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران: 200].

ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد، النبي الأمي، نبي الرحمة والملحمة، فقد أمركم بذلك ربكم فقال عز قائلاً عليما: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدين، واخذل الطغاة و الملاحدة وسائر أعداء الدين، اللهم وانصر عبادك المؤمنين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا في من خافق واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم أيد بالتوفيق والتسديد إمامنا وولي أمرنا، اللهم احفظه بحفظك وأعزه بدينك وأعلِ به كلمتك، وارزقه البطانة الصالحة، وأيده بالحق وأيد الحق به، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين واجمع به كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمد r، واجعلهم رحمة لرعاياهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين. اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعزاز دينك، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كشمير وفي الشيشان وفي كل مكان يا رب العالمين، اللهم اخذل أعداءهم واجعل الدائرة عليهم يا رب العالمين. اللهم إن اليهود المحتلين قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا وقتلوا وشردوا اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم إن اليهود المحتلين قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا وقتلوا وشردوا اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك واكفناهم بما شئت يا رب العالمين. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد r وعبادك الصالحين. اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلادنا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله، )إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون(، فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
prince
مشرف
مشرف
prince


الدولة : غير  معروف
عدد المساهمات : 1747
النقاط : 349
تاريخ التسجيل : 06/05/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty11th مايو 2012, 15:36

بارك الله فيك"
موضوع رائع وجهد متميز"
وفقك الله لما يحب ويرضى لك "
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المعتصم بالله
المشرف العام
المشرف العام
المعتصم بالله


الدولة : غير  معروف
عدد المساهمات : 806
النقاط : 304
تاريخ التسجيل : 17/04/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty11th مايو 2012, 21:20

بارك الله فيك والله يكتب لك الاجر والسعاده والتوفيق شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الداعية الى الله
المشرفة العامة
المشرفة العامة
الداعية الى الله


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 1491
النقاط : -20
تاريخ التسجيل : 17/04/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty11th مايو 2012, 23:36

جزاك اللهُ خيراً وباركَ فيك وجعلهُ في ميزانِ حسناتك


كلُّ الشّكر لك ودمتِ برعايةِ الرحمنِ وَ حفظهِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شذى الياسمين
المديرة العامة
المديرة العامة
شذى الياسمين


الدولة : غير  معروف
عدد المساهمات : 11494
النقاط : 8232
تاريخ التسجيل : 05/04/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty13th مايو 2012, 07:11

نورتو متصفحي بحضوركم االغالي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ملكة بإحساسي
مشرفة
مشرفة
ملكة بإحساسي


الدولة : غير  معروف
عدد المساهمات : 264
النقاط : -33
تاريخ التسجيل : 02/05/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty13th مايو 2012, 14:58

بآرك الله فيكـ
وجزآكـ الفردوس الاعلى
على طرحك المفيده والمميز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عزف المشاعر
مراقبة
مراقبة
عزف المشاعر


الدولة : غير  معروف
عدد المساهمات : 5501
النقاط : 960
تاريخ التسجيل : 10/04/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty13th مايو 2012, 20:44

جزاك الله خير يالغالية ...على الموضوع القيم
وبارك الله في جهووودكـ ..تقبلي مروري المتواضع
تقديري واحترامي لك


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير الورد
إدارية
إدارية
عبير الورد


الدولة : الجزائر
عدد المساهمات : 6276
النقاط : 3026
تاريخ التسجيل : 06/04/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty15th مايو 2012, 16:39

جزاك الله كل خير ياقمر
وجعل مدآد قلمك بموازين حسناتك
وجزاااااااااااااك الله الفردوس الأعلى
طبت بحفظ الرحمن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شذى الياسمين
المديرة العامة
المديرة العامة
شذى الياسمين


الدولة : غير  معروف
عدد المساهمات : 11494
النقاط : 8232
تاريخ التسجيل : 05/04/2012

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد   خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Empty17th مايو 2012, 07:54

خطبة  الجمعة  بعنوان  مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد Summer2010_m5znk-fe7ee25b6f
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خطبة الجمعة بعنوان مصدر القوة في الأمة لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة الجمعة بعنوان رسالة إلى المربين لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد
» خطبة الجمعة بعنوان كيف يعُالج الإرهاب لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد
» خطبة الجمعة بعنوان الأمن اللغوي لفضيلة الشيخ : صالح بن حميد
» خطبة الجمعة بعنوان قبلة المسلمين لفضيلة الشيخ : صالح بن عبدالله بن حميد
» خطبة الجمعة بعنوان التحذير من التشبه بالكفارلفضيلة الشيخ : صالح بن حميد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نسائم الصباح :: المنتديات الاسلامية :: القسم الاسلامي العام-
انتقل الى: