أصدرت لجنة الإفتاء التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الجزائر، فتوى جديدة تبيح زواج المسيار في الجزائر، بعد الجدل الذي صاحبه في العديد من البلدان العربية.
وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية: تأتي هذه الفتوى بعد تزايد الرسائل التي استقبلتها الوزارة من طرف مواطنين يستوضحون فيها موقف الشرع من هذا الزواج الذي يبقى صيغة جديدة تثير الكثير من الجدل في المجتمع الجزائري.
ونقلت الصحيفة عن المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية السيد عدة فلاحي: أن لجنة الإفتاء الدينية التي تضم علماء مختصين في الشريعة أباحت زواج المسيار في الجزائر، لأنه زواج يستوفي جميع الشروط المدنية والشرعية، على غرار الولي والمهر والشاهدين والصيغة وحتى الإعلان عن الزواج، غير أن الزوجة تتنازل عن حقها في النفقة والمسكن.
وأضاف أن فتوى إباحة هذا الزواج صاحبتها العديد من الشروط التي يجب أن تسجل في العقد المدني أهمها إلزام الزوج بالنفقة على الأولاد وعدم التعسف في استعمال الحق الممنوح له عملاً بوصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "استوصوا بالنساء خيراً"... و"رفقاً بالقوارير".
وبيّن المتحدث أن هذه الفتوى جاءت في ظل أزمة البطالة والسكن التي يعانيها الكثير من الطلبة والشباب، والتي لا تتيح لهم في الوقت الراهن تأسيس بيت والإنفاق على طرف خارجي، ويتيح لهم الارتباط الشرعي والمدني مع الزوجة بنية تأسيس البيت والنفقة عليها متى تتيسر الأمور، وهذا بهدف تجنب العلاقات المشبوهة المحرمة بين الجنسين، فالإسلام حسب المتحدث جاء ليتماشى مع متطلبات الإنسان العاطفية والجنسية في إطار تحقيق المنفعة والابتعاد عن الضرر، خصوصاً مع كثرة الفتن والمغريات، ففي هذا الزواج -يقول ممثل وزارة الشؤون الدينية- يستطيع الشاب أن يقيم علاقة شرعية مع زوجته ويبيت معها، على أن يجمعها في بيته متى تيسرت له الظروف المادية لذلك، بدل الانتظار سنوات طويلة لتحسين ظروفه الاجتماعية قد ينزلق فيها نحو المحرمات وما لا يحمد عقباه.
وفيما يتعلق بانتشار هذا النوع من الزواج في الجزائر، قال السيد عدة فلاحي إنه لا يمكن معرفة ذلك لأنه زواج مدني وتنازل المرأة عن حقي النفقة والإيواء يبقى سراً بين العائلتين.