اتحاد عربي لدعم المشروعات وتقليل البطالة
محمد أفزاز-الدوحة
افتُتح الأحد بالعاصمة القطرية الدوحة المؤتمر التجاري العالمي بحضور ولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس مجلس وزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وعدد من الوزراء والشخصيات العربية والخليجية.
وكشف يوسف الكواري الرئيس التنفيذي لمجلس ترويج قطر -الجهة المنظمة للمؤتمر- أن اليوم الثاني من المؤتمر سيشهد طرح مشروع تأسيس اتحاد عربي لرواد الأعمال للمناقشة، مضيفا في تصريح للجزيرة نت أن الاتحاد ربما يرى النور في أبريل/نيسان أو مايو/أيار من العام المقبل.
وذكر الكواري أن الاتحاد يهدف إلى تشجيع رواد الأعمال في الدول العربية، ودعم عملية تدفق الرساميل العربية من الدول الغنية إلى الدول النامية خدمة للمشاريع الصغيرة، فضلا عن التنسيق بين الدول وتهيئة القوانين والتشريعات.
فكرة الاتحاد
وأشار المسؤول القطري إلى أن عضوية الاتحاد ستشمل ممثلي الحكومات العربية التي تبدي رغبتها في الانضمام، ومسؤولي الشركات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة، مؤكدا أن الاتحاد لن يكون تحت مظلة الجامعة العربية رغم أنها ستكون داعما رئيسيا له.
وقال الكواري في هذا السياق "نريد خلق اتحاد فعال ونشيط والجامعة العربية بها قنوات وإجراءات وبيرقراطية ستطيل الموضوع"، وأضاف أن "المؤتمر المقبل سيكون في مايو/أيار 2013 ونأمل أن يتم إطلاقه قبل ذلك أو خلال انعقاد المؤتمر ذاته".
وتوقع أن يحظى الاتحاد بدعم كبير من الصناديق العربية التي قال إنها رصدت نحو أربعة مليارات دولار لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
سياق المبادرة
وأكد الأمين العام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبد الرحيم حسن نقي أهمية تأسيس اتحاد عربي، في ظل غياب توجه إقليمي واضح لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال.
وقال في تصريح للجزيرة نت إنه "لا يوجد هناك وضوح لدعم تلك المؤسسات، فكل دولة تطلق مبادرات على حدة، وما نحتاج إليه هو إطلاق اتحاد قوي لنضمن نجاحه".
ورأى نقي أن دعم مشاريع رواد الأعمال لن يفيد هؤلاء فحسب، بل سيسهم في امتصاص جزء معتبر من نسب البطالة في العالم العربي.
حكومات رشيدة
ووصف رئيس مجلس إدارة البنك الخليجي بقطر حمد بن فيصل بن ثاني آل ثاني فكرة تأسيس اتحاد عربي لرواد الأعمال بأنها "جيدة" لدعم الشباب العربي الطموح للانطلاق من المشاريع الصغيرة نحو إنشاء شركات كبيرة.
وأشار إلى أن وجود هيئات ومؤسسات قُطرية تدعم رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر لا يتعارض مع فكرة تأسيس اتحاد عربي جامع، فالكل -حسب رأيه- يصب في مصلحة الشباب العربي، وقال إن "المسميات لا تعني الكثير، والأهم هو الإنجاز وخروج مشاريع الشباب إلى حيز الوجود".
وعبر حمد بن فيصل عن أمله في أن تفضي التغييرات الجذرية الحاصلة في المنطقة العربية إلى تشكيل حكومات رشيدة قادرة على تنمية مجتمعاتها وخلق بيئة مناسبة لتوفير فرص العمل وإطلاق المشاريع لفائدة الشباب.
ارتفاع الأسعار
وشدد عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة قطر محمد بن أحمد العبيدلي على حاجة المنطقة العربية إلى اتحاد لدعم رواد الأعمال الشباب وأصحاب الشركات الصغيرة في مواجهة ارتفاع الأسعار وتكاليف الإنتاج.
وقال العبيدلي للجزيرة نت إن التضخم وارتفاع الأسعار هما العائق الرئيسي أمام نجاح مشاريع رواد الأعمال، وإن تأسيس أي هيئة ومؤسسة لمواجهة هذا المشكل "سيكون مفيدا جدا".
وتابع المتحدث نفسه أن المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر باتت تتلاشى في المنطقة بسبب الغلاء الذي زاد من الأعباء المالية لأصحابها، مشيرا إلى حاجة الشركات الكبرى لوجود مؤسسات صغيرة تؤدي خدمات لفائدتها.
وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية، شدد رئيس مكتب الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) بالبحرين هاشم حسين على أولوية دعم وتحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية في الوطن العربي، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتغلب على المشكلات الاقتصادية الراهنة، وخاصة ما تعلق بإيجاد فرص عمل لفئة الشباب.