أثر أسماء الله الحسنى على القلب والجوارح (مراتب الإحصاء: الحفظ، الفهم، الدعاء).
لله سبحانه وتعالى الأسماء الحميدة الحسنى، الذي له كمال وجمال وجلال هذه الأسماء الحميدة، فبحفظ العبد هذه الأسماء تجذبه أكثر إلى التدبر والتفكر وحب لله حيث بشر النبي صلى الله عليه وسلم من أحصى أسماء الله الحسنى بجن عرضها السماوات والأرض، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين إسما مائة إلى واحداً، من أحصاها دخل الجنة).
فللحفظ منزلته عند الله جل جلاله. ولكن أسماء الله الحسنى لا تنحصر في معرفة الأسماء وحفظها فقط بل فهم معاينها والتعبد لله بمقتضاها.
حيث أن لكل اسماً من أسماء الله له معنى يشير إليه، أي كلما زاد التدبر بأسماء الله ومعاينه زاد الإنسان خشياً من الله عز جل، أي عند أخذك أي اسم من أسماء الله وتتدبر به وتفهمه ترى ماله من معنى.
أي كإسم من أسماء الله تعالى وهو الجبار عند ما تتطرق إلى فهم الاسم ترى ماله من عظمه سبحانه جل جلاله، فالجبار هو الذي يقهر الجبابرة أي لا يضاهيه أي مخلوق مهما كانت عظمته أي أنه يكون تحت قهر الله سبحانه والجبار أيضاً يعني مجبر الأفئدة المنكسرة، فنرى أن في فهم أسماء اله ترى مالها من عظم وجلاله.
بما يزيد محبة العبد لله والحياء منه وينعدم عنده الشعور باليأس والقنوط من رحمة الله تعالى.
فبالحفظ والفهم يستطيع العبد أن يتوجه إلى ربه كامل التوجه فالخضوع والدعاء إلى ربه سبحانه، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد، لا إله إلى أنت المنان بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد دعا باسمه العظيم، وفي رواية (الأعظم) الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سأل به أعطى).
فهي عباد لله عز وجل ونزيد من شوق الإنسان للقاء ربه عز وجل، وهي تزيد الخشية لله ومراقبته، حيث أنه سيشعر بأن الله معه في أحواله كلها أينما كان، فيعلم الإنسان هواجس نفسه لتكون في قلبه الخشية ويراقب نفسه إذا وسوست له بالمعاصي تذكر الله عز وجل.