إعداد فراس نور الحق
مدير موقع موسوعة الاعجاز العلمي في القرآن والسنة
قال الله تعالى : (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) )[سورة النور:40].
· أثبت القرآن وجود ظلمات في البحر العميق، وقيد وصف البحر بلفظ (لجى) وهذه الظلمات تتكون بسبب العمق في البحر اللجي، وهي ظلمات الأعماق وذكر القرآن أن للبحر العميق موج يغشاه من أعلاه.
قال تعالى:﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ... ﴾ .
· وذكرت الآية وجود موج آخر فوق الموج الأول قال تعالى:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ... ﴾ …وهذه صفة للبحر وهي:وجود موجين في وقت واحد أحدهما فوق الآخر، وليست أمواجاً متتابعة على مكان واحد بل هي موجودة في وقت واحد، والموج الثاني فوق الموج الأول.
· وتشير الآية إلى أن فوقية الموج الثاني على الموج الأول كفوقية السحاب على الموج الثاني. قال تعالى:﴿ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ... ﴾.
· ذكرت الآية وجود موج يغشى البحر العميق ويغطيه كما ذكرت وجود موج ثان فوق الموج الأول، وهذا يستلزم وجود بحر فوق (الموج الأول والبحر العميق) وهو البحر السطحي الذي يغشاه الموج الثاني الذي فوقه السحاب.
(أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها)، (لم يكد يراها) كاد من أفعال المقاربة ونفيها يعني نفي وقوع الفعل البتة أو مقاربة النفي، والمفسرون قالوا: هذا له معنيين.. قالوا: (لم يكد يراها) أي يراها بصعوبة وآخرون قالوا: لأ.. لا يراها البتة، فاستعمل هذا التعبير الذي يدل على المعنيين، وهذا ما الذي يحدث في البحر ففي الطبقات التي مازال فيها شيء من ضوء لا ترى يدك إلا بصعوبة لكن إذا نظرت لأسفل لا تراها البته أبداً.
بالمناسبة هذه الآيات قيلت للاستشهاد على حال الكافر الذي لا يرى أنوار الهداية ...
الاعجاز العلمي في القرآن:
لقد شبه الله حال الكافر بسبب جحوده وضلاله والوساوس الشيطانية وحب المال إلى آخر ذلك من أصناف الضلال بحال من نزل إلى قاع البحر العميق وفوقه موج ومن فوق الموج موقع ومن فوق الموج سحاب إذا اخرج يده لا يراها البتة ومن لم يجعل الله له نورا ( نور الهداية) فما له من نور.
لقد توصل العلم إلى وجود أمواج داخلية تحت الامواج السطيحة بحوالي 200 متر تقريبا وهذه الامواج الداخلية إضافة الى الامواج السطحية والغيوم والأعماق السحيقة تشكل ظلاماً دامساً بسبب حجب نور الشمس بشكل كامل.
ولكن الله سبحانه جعل لبعض المخلوقات البحرية والأسماك نوراً يسمى بالنور البارد أو التوهج الحيوي (Bioluminescence) حيث تولد هذه الاسماك أنواراً بألوان مختلفة حيث زودها الله بخلايا تقوم بتفاعلات كميائية تنتج أنواراً تستعملها للتواصل فيما بينها لعل هذه الحيوانات المضيئة في هذه الظلمات الدامسة كالدعاة الصادقين المتقين المتبعين والنور الذي معهم هو كنور الهداية للمؤمنين
.