نصر الدين الدجبي -أمستردام
سجل الشاب الهولندي ذو الأصل المغربي توفيق ديبي صعودا لافتا في عالم
السياسة بعد تقديم نفسه لزعامة حزب الخضر في هولندا وحصوله على جائزة
السياسي الموهوب ودخوله البرلمان في سن مبكرة.
وقد أعلن الاثنين في مؤتمر صحفي عزمه خوض سباق الترشح لزعامة الحزب، وهي
المنازلة الانتخابية المزمع عقدها في 12 سبتمبر/أيلول 2012، منهيا بذلك
تكهنات في وسائل الإعلام حول الموضوع.
وقال ديبي البالغ من العمر 31 سنة إن "الحزب لم ينجح بما فيه الكفاية في
الوصول إلى الناس وإن الاقتصاد يتهاوى ويتقادم ويتهالك"، مضيفا أنه حان
الوقت لاقتصاد جديد، اقتصاد أخضر بعد أن فشلت الخيارات اليمينية.
وبين أن حزب الخضر الذي يقدم نفسه مرشحا لقيادته يمتلك ما يسمح له بخوض
معركة انتخابية قوية، منتقدا الأسلوب الكلاسيكي في التعامل مع القضايا
المطروحة بما يفوت عليه فرصة الامتداد الشعبي وتوسيع قاعدته.
وينافس على زعامة الحزب، إلى حد الآن، إضافة إلى ديبي زعيمة الحزب
الحالية يولاند ساب. ومن المتوقع أن تؤكد لجنة مختصة تابعة للحزب هذا
الترشح في نهاية شهر يونيو/حزيران القادم.
وقد تزعم الحزب في وقت سابق البرلماني الهولندي ذو الأصل المغربي محمد رباع.
ودخل توفيق ديبي البرلمان الهولندي سنة 2006 في سن الـ26 وهو ما يجعله
أصغر برلماني هولندي، واستطاع أن يحصل في 2008 على جائزة السياسي الموهوب.
ديبي وفيلدرز
وقد واجه ديبي خيرت فيلدرز في العديد من المناظرات
البرلمانية منتقدا توجهاته وتصريحات المعادية للأجانب، متهما إياه
بالاختفاء وراء فوبيا الأجانب.
وقد تعرض ديبي في يناير 2008 إلى الإيقاف من قبل الشرطة لمشاركته في
مظاهرة ضد فيلدرز وزعت فيها ملصقات على شاكلة علبة سيجارة تحمل صورة فيلدرز
وكتب عليها "متطرف، مضر بالتعايش".
واتسمت مواقف ديبي بالصرامة في مواجهة التمييز الممنهج ضد المواطنين من
أصول غير أوروبية في مواقع العمل والمطاعم، حيث فضحها وشهر بها في الإعلام
وأمام البرلمان.
ويملك حزب الخضر في هولندا عشرة مقاعد من 150 مقعدا ولكن استطلاعات الرأي الحالية لا تمنحه سوى خمسة مقاعد.
ويحسب لديبي جرأته في طرح القضايا كمشروع عريضة العفو عن اللاجئين
القاصرين التي لقيت تجاوبا كبيرا من مختلف مؤسسات المجتمع المدني الهولندي
وأربكت سياسة الحكومة اليمينية التي تتشبث بمشاريع قوانين صارمة ضد
الأجانب.
تلاعب
وكشف ديبي في أكثر من مرة تلاعب الحكومة اليمينية قبل
سقوطها بنشر أرقام للأجانب مضخمة بقصد تخويف الهولنديين من الأجانب،
وتقليلهم عندما تريد أن تبين نجاعة سياستها في مواجهة الهجرة والمهاجرين.
في المقابل، أثار موقف ديبي من النقاب حفيظة نشطاء إسلاميين بهولندا،
حيث عبر عن قَبوله منع النقاب داخل أقسام المؤسسات التعليمية دون ساحاتها.