ضوابط الحكم على الحالة المرضية قبل التشخيص!!!
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
قبل الحديث عن التشخيص والتفصيل في ذلك ، لا بد من استدراك الأمور الهامة التالية :
1 )- إن الخوض في قضايا التشخيص المتعلقة بالأمراض الروحية لا يعتبر خوضا في مسائل غيبية :
فتلك الأمراض لها أعراضها وآثارها التي تدل على حدوثها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله ضوابط الحكم على الحالة المرضية قبل التشخيص رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال ضوابط الحكم على الحالة المرضية قبل التشخيص :
( استرقوا لها فإن بها النظرة )
( متفق عليه )
وقول أسماء - رضي الله عنها - لرسول الله ضوابط الحكم على الحالة المرضية قبل التشخيص عن أولاد جعفر - رضي الله عنهم - :
( إن العين تسرع إليهم )
كما في الحديث الثابت آنف الذكر ، وفيه دلالة أكيدة على رؤية بعض الأعراض التي يمكن على ضوئها تحديد الإصابة بالعين ، وقد تكلم أهل العلم في ذلك فأوضحوا الأثر وبينوه كما مر معنا آنفا
2)- إن العلاقة مطردة بين الإصابة بالمرض الروحي ( الصرع ، السحر ، العين ) وكافة الأمراض العضوية والنفسية الأخرى التي تتعلق بالنفس البشرية :
وقد تكون الأعراض مشتركة بين كافة تلك الأمراض بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الإنسان ، وعلى ذلك فلا بد للمعالج من توخي الدقة والتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الحالة ، ودراستها دراسة علمية موضوعية بكافة جوانبها لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى
3)- إن المصلحة الشرعية تحتم على المعالج التأكد أولا من سلامة الناحية العضوية الخاصة بالحالة المرضية :
وذلك بتوجيه النصح والإرشاد للمريض بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتثبت من خلو الحالة من الأمراض العضوية
4)- لا بد من اهتمام المعالج اهتماما شديدا بقضية هامة وخطيرة تتعلق بظهور بوادر الإصابة بالمرض الروحي لبعض الحالات المرضية :
مع أن الحالة تعاني أصلا من مرض عضوي معين ، وهذه الأمراض قد تكون ناتجة عن أسباب عضوية بحتة وقد تكون نتيجة التعرض للإصابة بالمرض الروحي ، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام بناحية الرقية الشرعية فقط دون التدخل في القضايا الطبية لأن هذا الأمر يدخل ضمن نطاق الأمور الغيبية التي تخفى على المعالج ، فلا نستطيع القول أن كل حالة مرضية تعاني من مرض السرطان كانت بسبب التعرض للإصابة بالعين والحسد ، وهذا يحتم على المعالج الاهتمام بهذا الجانب فقط وتقديم النصح والإرشاد للمريض وذويه للاستمرار في اتخاذ الأسباب الحسية المباحة الداعية للشفاء بإذن الله تعالى من خلال مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين
وقد تظهر آثار الأمراض الروحية على الحالة المرضية أثناء الرقية الشرعية ويبدأ المريض في الشعور بالتحسن ، مع أن المريض أصلا قام باتخاذ كافة الوسائل الطبية المتاحة ولم تفلح تلك الوسائل في تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية له ، ومع ذلك فإن الواجب الشرعي يحتم على المعالج تقديم النصح والإرشاد للمتابعة الطبية وبذلك نجمع بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية المباحة للشفاء ، وفي اتباع كل ذلك خير للمريض بإذن الله سبحانه وتعالى
5)- لا بد من التنبيه تحت هذا العنوان لأمر هام جدا ، وهو عدم التسرع في الحكم على الحالة المرضية :
خاصة من قبل العامة وأهل وأقرباء المريض ، دون استشارة أهل العلم والدراية والخبرة والممارسة ، وقد مر آنفا أن الأعراض المتعلقة بالحالة المرضية ، قد تكون بسبب أمراض عضوية أو قد تكون ناتجة عن صرع الأرواح الخبيثة بناء على أفعال سحرية خبيثة ، أو صرع عشق ونحوه ، وهنا تكمن أهمية التريث والتأني قبل اصدار التشخيص والحكم على الحالة ، وسؤال من هم أهل لذلك والأخذ بنصحهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم