خلافات بين الغرب وممالك الخليج أدت إلى الكشف عن الباخرة لطف 2… نضال حمادة
تحدثت مراجع أوروبية عن خلافات بين بلدان أوروبية وممالك الخليج حول تسليح المعارضة السورية أدت إلى كشف الباخرة لطف الله 2 التي كانت متوجه نحو الشواطئ اللبنانية وعلى متنها أسلحة حديثة من جميع الأنواع لصالح “الجيش السوري الحر” حسب تعبيرها .
وأضافت المراجع الأوروبية أن بعض البلدان الغربية المهتمة بإعطاء وقت لخطة عنان في سوريا تقف مباشرة وراء عملية الكشف عن الباخرة وتوقيفها من قبل السلطات اللبنانية.
على عكس هذه الدول فإن قطر والمملكة العربية السعودية تسعى لتسليح الحراك في سوريا قالت المراجع، التي أكدت أن الدول الغربية تستغرب الموقف السعودي المتشدد في سوريا مضيفةً أن المسؤولين في الغرب لا يسمعون من نظرائهم السعوديين سوى كلام عن تدخل عسكري دولي و عن تسليح المعارضة.
المراجع قالت أن بعض البلدان الأوروبية ترفض تسليح المعارضة السورية وليس كلها وعند السؤال عن الدول التي تدعم تسليح المعارضة رفضت الجواب بشكل مباشر غير أنها قالت ان التغييرات القادمة في حكم هذه الدول سوف تؤدي إلى إعادة نظر في هذه المسألة كما في مسائل أخرى تتعلق بالموقف من الأزمة السورية.
وعلى ذمة المراجع الأوروبية قدمت الولايات المتحدة الأمريكية المعلومات الكاملة عن الباخرة إلى قيادة قوات الطوارىء الدولية عبر ضابط ارتباط وقد تلقت اليونيفل أوامر من الأمم المتحدة ومن القيادات دول أوروبية مشاركة في اليونيفل بإبلاغ السلطات اللبنانية وهذا ما تم فعلا حيث أبلغت اليونيفل مخابرات الجيش اللبناني المقرب من حزب الله (حسب تعبير المراجع) بخبر الباخرة ووجهتها ما أدى إلى توقيفها.
المخابرات الأمريكية عرفت بالباخرة ووجهتها من إسلاميين ليبيين قالت المراجع الأوروبية، متحدثةً عن معرفة عميقة للأمريكيين بتفاصيل دقيقة عن الجماعات الإسلامية الليبية منذ حقبة العقيد معمر القذافي الذي تعاون مع الأمريكيين في العشر سنوات الأخيرة في كل ما يتعلق بالجماعات السلفية المقاتلة تحت راية الحرب على الإرهاب، وقدم لهم خدمات جليلة في هذا المجال جعلت الأمريكيين يمتلكون كنزا من المعلومات المفصلة عن آلاف الأشخاص الذين أسقطوا فيما بعد حكم القذافي ويسيطرون حاليا على المدن الليبية، وبدورهم يتعاون هؤلاء الليبيون أو جزء مهم منهم مع الاستخبارات الأمريكية.
وقالت المراجع المذكورة أن فرنسا تريد إخراج قطر من ليبيا وأوضحت المراجع أن ساركوزي رفض رفضا قاطعا حضور أمير قطر في الزيارة التي قام بها برفقة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى مدينة بنغازي الليبية بتاريخ 16 أيلول الماضي وروت حديثا قاله نيكولاي ساركوزي لقيادة المجلس الانتقالي الليبي أثناء زيارته هذه حيث حذرهم الرئيس الفرنسي من إتباع أجندة قطر السياسية في ليبيا، وجاراه في كلامه عضو المجلس الانتقالي محمود جبريل قائلا إن أهل ليبيا فقط يرتاحون فيها في إشارة إلى قول أمير قطر أنه يشعر في ليبيا انه في بيته.
الشجرة التي تخفي غابة..
هذه رسالة قوية لا نعرف هل سيفهمها السعوديون والقطريون؟، هناك تفاهم روسي أمريكي على تهدئة الأوضاع في سوريا حتى الانتخابات الأمريكية القادمة بناء على طلب أوباما وإدارته والولايات المتحدة ومعها دول غربية لا تريد تسليح المعارضة السورية. وهذا الأمر يدركه الأتراك الذين رفضوا أن ترسو باخرة لطف الله 2 من سواحلهم، قالت المراجع، لكنها استدركت بالقول السلاح ما زال يتدفق على سوريا من الحدود اللبنانية والتركية والأردنية والعراقية ومن البحر. ولا نعرف إذا كان الكشف عن لطف 2 رسالة أمريكية لإرضاء الروس وإظهار التعاون معهم أم أنها فعلا رسالة جدية لممالك الخليج.. هذه السفينة هي الشجرة التي تخفي بظلها غابة بكاملها، ختمت المراجع الأوروبية حديثها.