الـجـزء الـثـانـي :
في عام 1877 مات الفلكي " ليفر يير " ولم يتحقق طموحة بإثبات وجود كوكب البركان ودفاعه عن الموضوع أهمل. ولكن تجدد التخمين عام 1878 عندما أذاع فلكيان انهما رأيا كوكب البركان خلال كسوف الشمس في يونيو من ذلك العام
الأول كان "جيمس سز واتسون " من جامعه ان اربر في ميتشيغان والذي اكتشف عدد كبير من الكويكبات ، والذي كان شغفا بكوكب البركان وقرر أن يبحث عنه خلال الكسوف، حيث أن الكسوف هو احسن فرصة لرؤية الأجسام القريبة من الشمس إذ حتى اصغر واكثر الأجسام خفوتا ستتوفر لها فرصة الظهور عند حافة القرص المظلم وهكذا كان " جيمس " ارتحل صيف عام 1878 الى " البادلاندس في مقاطعه وايومينغ ، وهو المكان الذي حسب انه سيكون بإمكانه منه رؤية احسن مشهد للكسوف .
وصل إلى موقف على خط حديد اتحاد الباسيفيك في مكان اسمه "الفصل" على بعد 21 كم غرب بلدة رو لينز ، وهذا المكان ليس موجودا ألان . على كل حال في يونيو 1878 كان هذا المكان ( الفصل ) مهم ومشغول ليس فقط بسبب قدوم واتسون لمشاهدة الكسوف ولكنه كان مكان المخيم لبعثه البحرية الأمريكية لمراقبه الكسوف برئاسة احد الفلكيين المعروفين في ذلك الوقت وهو " سيمون نيوكومب" .
نصب واتسون تلسكوبة بجانب السكة الحديدية بقرب الفلكيين الآخرين ، لقد كان الجو عاصفا وكان يجب و وضع مصدات رياح لحماية التلسكوبات من الغبار ولكن عندما حان وقت الكسوف الكلي عمل الفلكيون بشكل محموم لإنجاز الأرصاد التي خططوا لها وفي منتصف الحدث لاحظ واتسون فجاه جسمين في برج السرطان لم يظهر على خرائطه الفلكية . ترك تلسكوبه وسارع إلى الروفسور " نيوكومب" طالبا منه التأكد انه راهما أيضا. ولكن الوقت كان يمضي بسرعة ولما كان " نيوكومب " لا يعتقد بوجود كوكب البركان ابعد واتسون بشكل سريع وتابع عمله .
وقد مضى مدة طويلة اكتشف واتسون انه لم يكن الوحيد الذي شاهد الجسمين اذ بدأت الرسائل تظهر في المجلات العلمية من الدكتور لويس سويفت من روشستر نيويورك. تقول احدى هذه الرسائل : خلال الكسوف الكلي الأخير ، كما شوهد من دنفر – كولورادو شاهدت جسما سماويا غير موجود في خرائط " ارجيلاند " والذي باعتقادي وبدون أدنى شك هو كوكب البركان المبحوث عنه.
اصبح واتسون مشهورا وتهافتت عليه الصحافة . وكذلك المجلات العلمية كانت حريصة على تهنئته وتهنئة سويفت ، مثل مجلة المرصد التي ليس لديها أي شك في تقريرها عن الكسوف حديث ذكرت : إن اكبر إنجاز كان اكتشاف الروفسور واتسون والسيد سويفت لما يبدو الكوكب الداخلي لعطارد المبحوث عنه طويلا.
ولكن رد الفعل الناقد لم يتأخر كثيرا وفي عام 1880 عندما مات واتسون بذات الرئة بينما كان يبني تلسكوبه لمتابعة بحثة عن كوكب البركان ، كان معظم الفلكيين مقتنعين بأنه اخطا وارى نجم " ثيتا كانسري " عوضا عن كوكب البركان من خلال رغبته لبرهان وجود الكوكب المجهول .
وعلى الرغم من إن عددا من الفلكيين المحترفين تابعوا بعد واطسون مسح السماء بحثا عن كوكب البركان فان أيا منهم لم يرى هذا الكوكب الوهمي وعندما اعلن اينشتاين نظريته النسبية العامة عام 1915 كانت الشذوذات القليلة في حركة كوكب عطارد والتي الهمت " ليفريير " نظريته ، قد فسرت تماما على ضوء النظرية النسبية العامة ، إذ أن لا مركزية مدار هذا الكوكب كان سببها الحقل التثاقلي للشمس ، وهكذا ماتت احلام ليفريير للبحث عن كوكب بين عطارد والشمس .
"ريتشارد بوم" وهو فلكي هاوي بريطاني والذي آجري دراسة وافية لموضوع كوكب البركان يرى الموضوع على الشكل التالي ( بعض الفلكيين في أواخر القرن التاسع عشر اسموة كوكب العواطف ، اعتقد انهم وضعوا إصبعهم بالضبط على زر البدء. انه كان كوكب العواطف ، عواطف رائعة ومتمددة مثل بحث الفلكيين عن الكأس المقدسة على اقرب تشبيه ، لقد كان الأمر كما لو ان السماء كانت تسخر منا طوال الوقت انه باستطاعتنا البحث عن اثار كوكب البركان في السماء الى الابد ولكن هذه الاثار هي اثار واشباح ليس الا.)
ولكن إذا استطاع اينشتاين إثبات أن نظرية " لبفريير " عن شذوذ مدار كوكب عطارد كانت نظرية خاطئة ، إذا فما الذي راة الدكتور " ليسكاربولت ، ربما كان أحد الكويكبات الموجودة بين المريخ والمشتري وتحرك إلى ساحة نظرة وهكذا اخطا طبيب القرية موقعه في المجموعة الشمسية وافتراضه بين عطارد والشمس ومن جهة أخرى ربما كان بعد كل ذلك كوكبا جديدا. إن مراقبة الكسوف لم تعد كالسابق . فالفلكيون لم يعودوا يحدقوا في الشمس المظلمة بحثا عن شيء غير مألوف فهم يستخدمون آلات تصوير ويدرسون بعد ذلك الصور الملتقطة .
الدكتور هنري س كورتين من كلية داولنغ في لونغ ايلاند وبينما يدرس الصور الملتقطة أثناء كسوف البرازيل عام 1966 وفي المكسيك وكارولينا الشمالية عام 1970 لاحظ بقايا آثار ضوئية غامضة اعتقد انها جسيمات صغيرة بجوار الشمس. إن الآثار قليلة الوضوح وخافته ولكن كورتين رفض إمكانية أن تكون البقع بسبب لوحات التصوير نفسها مما دعاة الفلكيون ( نجوم كوداك ) .
إن البحث عن كوكب البركان قد طال سمعه عدد من الناس ، لذا فان بحث كورتين بحث متحفظ ولكنه يقبل انه ربما استطاع تصوير بقايا كوكب صغير تفتت حديثا . ربما هذا الكوكب ليس الكوكب الذي حاول بواسطته ليفريير تفسير " الشذوذ" في مدار كوكب عطارد ولكنه ربما كان القرص الصغير الأسود الذي راة طبيب القرية في فرنسا في ظهر ذلك اليوم الربيعي من عام 1859 والذي سبب اكبر عملية بحث في تاريخ علم الفلك : البحث عن كوكب البركان
[/td][/tr][tr][td class=alt2] [/td][td class=alt1]