العسكري يحظر التجول في العباسية بعد اشتباكات دامية
04 مايو 2012
قرر المجلس الاعلى للقوات المسلحة في مصر فرض حظر التجول ليلا في محيط وزارة الدفاع والمنطقة المجاورة لها بشمال القاهرة بعد اشتباكات يوم الجمعة بين الجيش ومتظاهرين أسفرت عن مقتل جندي واصابة 296 من المتظاهرين والجنود.
وكان من نتيجة الاشتباكات فض اعتصام بدأ قبل أسبوع قرب الوزارة.
وقال مختار الملا عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي ان المجلس قرر "حظر التجول بميدان العباسية ومحيط وزارة الدفاع والطرق المؤدية اليها اعتبارا من الساعة الحادية عشرة مساء اليوم الجمعة الرابع من مايو (أيار) الى الساعة السابعة من صباح السبت."
وأضاف "نهيب بجميع المواطنين الالتزام التام مع التأكيد على أن القوات المسلحة سوف تتصدى بكل حزم وحسم لكل من يحاول مخالفة ذلك."
وبعد ساعة من اندلاع الاشتباكات بين المتظاهرين الذين جاءوا لمساندة المئات من المعتصمين أطلقت قوات الجيش وابلا من قنابل الغاز المسيل للدموع على المعتصمين والمتظاهرين الذين كانوا يلقون الحجارة والذين فروا مئات الامتار أمام القوات المتقدمة ثم غادروا المنطقة متفرقين.
وارتفع دخان أسود فوق الشارع الذي كان فيه الاعتصام ويرجح أن النار أشعلت في خيام ومتعلقات المعتصمين.
وتظهر الاشتباكات أجواء التوتر التي تصاحب انتخابات الرئاسة التي بدأت حملتها رسميا يوم الاثنين.
وتسبب استبعاد القيادي السلفي حازم صلاح أبو اسماعيل من قائمة المرشحين واعادة أحمد شفيق اخر رئيس للوزراء في عهد مبارك الى القائمة بعد استبعاده منها في مظاهرات احتجاج والاعتصام الذي بدأه سلفيون مؤيدون لابو اسماعيل ثم انضم اليهم نشطاء ليبراليون.
وفي باديء الامر تبادل المتظاهرون وقوات الجيش الرشق بالحجارة وكان ذلك بعد ساعات من بدء مظاهرات حاشدة مناوئة للمجلس العسكري الذي طالبه المتظاهرون بالغاء حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية.
وقام متظاهرون بنقل ثمانية من زملائهم مصابين بجروح في الرأس جراء الرشق المتبادل بالحجارة في الدقائق الاولى من الاشتباك.
وبث التلفزيون المصري بعد ذلك لقطات بينت نقل جنود مصابين من مكان الاشتباك.
وقالت وزارة الصحة في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط ان عدد المصابين بمختلف الاصابات بلغ 296 مصابا بالاضافة الى القتيل الذي قالت انه أصيب بطلق ناري في البطن.
وقال مصدر عسكري لوكالة أنباء الشرق الاوسط ان قوات الجيش ألقت القبض على عدد من "مثيري الشغب من ميدان العباسية والذين قاموا بالاعتداء على أفراد القوات المسلحة المكلفين بتأمين المنشات العسكرية في العباسية وشارع الخليفة المأمون."
وأضاف "يجري التحقيق حاليا مع المقبوض عليهم من قبل النيابة العسكرية."
ونقل التلفزيون المصري قول مصدر عسكري أن بعض من ألقي القبض عليهم كانت بحوزتهم "أسلحة الية و/قنابل/ مولوتوف."
وقال شهود عيان ان الاشتباكات بدأت بعد محاولة متظاهرين ازالة جزء من السلك الشائك الذي وقف وراءه مئات الجنود القائمون بتأمين مقر الوزارة ومنشات عسكرية مجاورة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية قيام متظاهر بالقفز من فوق السلك الشائك والقبض عليه وضربه بواسطة أفراد الجيش.
وقال أحد قادة الجيش "هؤلاء الناس جاءوا الى هنا ومعهم أسلحة بيضاء. نحن معنا عصي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم."
وأضاف "البعض منهم يعتقدون أن من يقتل جنديا يدخل الجنة. ماذا تنتظروا منا أن نفعل..."
وبعد اندلاع الاشتباكات انسحبت حركات شبابية من المظاهرات بينها حركة شباب 6 ابريل وعاد أعضاؤها الى ميدان التحرير.
وقال محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين في صفحة حزب الحرية والعدالة على موقع فيسبوك "لم ولن يذهب الاخوان الى ميدان العباسية وليس لنا علاقة بالمصادمات هناك."
وكان أحد عشر شخصا قتلوا في اشتباكات وقعت في الساعات الاولى من صباح الاربعاء خلال تعرض مكان الاعتصام لهجوم مسلحين مجهولين يقول نشطاء ان المجلس العسكري أرسلهم لمهاجمة المعتصمين بينما يقول المجلس انهم من سكان المنطقة المتضررين من غلق الطرق.
ويقول المجلس العسكري انه لن يتأخر عن تسليم السلطة لرئيس منتخب في الموعد المحدد لكنه يصر على حصانة ممنوحة للجنة الانتخابات الرئاسية من الطعن على قراراتها قائلا ان منصب رئيس الدولة لا يحتمل الطعن على شاغله أمام المحاكم.
وبحلول المساء أطلقت طلقات نارية من أعلى مئذنة جامع النور في ميدان العباسية وقال الجيش انه ألقى القبض على عشرة أشخاص كانوا في المئذنة.
وتجمع نشطاء في أحد الشوارع المؤدية الى ميدان العباسية ورشقوا قوات الجيش بالحجارة محاولين العودة الى الميدان. كما تجمع نشطاء فوق جسر في وسط المدينة ومنعوا المرور جزئيا عليه وأشعلوا النار في اطارات السيارات.
وشارك ألوف النشطاء بينهم اخوان مسلمون في مظاهرة بمدينة الاسكندرية على البحر المتوسط أمام مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية وأغلقوا شارعين يطل عليهما المقر لساعات كما أوقفوا مرور الترام في مكان قريب لنحو ساعتين.
وشارك مئات النشطاء في مظاهرة في مدينة السويس شرقي القاهرة سادها انقسام وهتافات عدائية متبادلة بعد وقت من بدايتها بين نشطاء ليبراليين واخرين من الاخوان المسلمين.
وقبل الاشتباكات قال خطيب الجمعة بميدان التحرير جمعة محمد لالوف المصلين "اللهم نجنا من المجلس العسكري الذي يريد أن يدفع مصر الى حرب أهلية. نحن في حاجة ملحة الى توحيد الصف."
وأضاف "المجلس العسكري يريدنا ان نشك في بعضنا بعضا... انتخابات الرئاسة (يجب) أن تكون حرة ونزيهة ولن نقبل تأجيلها ساعة واحدة... نطالب بالغاء المادة 28 (من اعلان دستوري تحصن اللجنة الانتخابية) والافراج عن جميع المعتقلين."
وسمى نشطاء مظاهرات اليوم "جمعة الزحف" في اشارة الى مسيرات الى مكان الاعتصام بالقرب من وزارة الدفاع بينما سماها اخرون "جمعة النهاية" في اشارة الى المطالبة بانهاء الادارة العسكرية لشؤون البلاد.
وأطلقت عليها جماعة الاخوان المسلمين التي يحوز حزبها الحرية والعدالة أغلبية البرلمان اسم "جمعة حقن الدماء". ( رويترز )