هل بمقدور الشبكة الاجتماعية الجديدة «غوغل+»، استقطاب مستخدمي شبكة «فيس بوك» وأتباعها؟ نعم! هنالك أسباب وجيهة للتحول من الثانية إلى الأولى لأسباب عدة تتراوح بين سهولة الاستخدام واحترام خصوصيات البيانات.
وعندما يسأل الناس «هل بمقدور «غوغل+» أن تتغلب على «فيس بوك»؟ فهم يسيئون إلى صحة ما يقصدون، فالأمر ليس عبارة عن موقع ضد الآخر. إن «غوغل+» هو أكبر من ذلك. والسبب الذي يحدو بـ«غوغل» إلى تسميته «مشروع غوغل+» هو أن الأخير سيصبح الجزء الأساسي من هوية «غوغل» المتكاملة، إذ إنه سيغير معالم الشركة.
من هنا يصبح السؤال الصحيح هو «هل سيكون بمقدور «غوغل» التغلب على «فيس بوك»؟ إذا كان الأمر كذلك، يصبح التنافس أكثر تعادلا.
مزايا «غوغل+»
* طبعا كانت لـ«فيس بوك» انطلاقة كبيرة، لكن ثمة أسبابا وجيهة للأشخاص تدعو الأفراد إلى التخلي عن «فيس بوك» والتوجه إلى «غوغل+»، كما يرى مارك سوليفان في مجلة «بي سي وورلد» الإلكترونية، وهي:
1. التكامل مع خدمات «غوغل»: لعل أكبر عامل تملكه «غوغل» لدفع الأشخاص إلى استخدام «غوغل+» هو التكامل والاندماج. أي أن تقوم بتشييد عدد وخصائص لشبكة «غوغل+» الاجتماعية في غالبية خدماتها الحالية على الشبكة، ابتداء من «البحث»، إلى «المستندات»، إلى الفيديو (يوتيوب). و«غوغل+» هي متكاملة سلفا مع شريط الملاحة في القسم الأعلى على اليمين من منتجات «غوغل». وهذا ما يسمح برصد جميع أحداث «غوغل+» وفعالياته من تحديثات ورسائل وغيرها، فضلا عن المشاركة بالمحتويات مع الأصدقاء، من دون مغادرة خدمة «غوغل» التي يحدث أن تستخدمها. ومع استخدام الملايين من الأشخاص لخدمات «غوغل» المجانية من بريد «جي ميل»، وبحث، ومستندات، وغيرها، المرتبطة جدا بـ«غوغل+»، فقد يبدو سخيفا مغادرة هذه كلها، والوثوب إلى موقع آخر كـ«فيس بوك» مثلا، للمشاركة في الموقع الاجتماعي.
2. إدارة أفضل للأصدقاء: يبدو أن «غوغل» محقة بأن فكرة «حلقات الأصدقاء» هي أكثر انسجاما مع الأسلوب الذي نصنع فيه الأصدقاء في الحياة الواقعية. فلدينا أنواع مختلفة من الأصدقاء الذين نتفاعل معهم ونتواصل بأساليب مختلفة. فخاصية «مجموعات فيس بوك» تتيح تشكيل مجموعات مخصصة من الأصدقاء، لكنها مرهقة مقارنة بالأسلوب المتبع في «غوغل+». بيد أن خاصية «المجموعات» هي خاصية جديدة. فقد شيدت وتأسست في الوقت الذي أصبحت «حلقات» الأصدقاء هي حجر أساس منصة «غوغل+».
3. تطبيق جوال جيد: إذا كنت من مستخدمي «اندرويد» فقد تجد أن الحصول على المحتويات من هاتفك إلى المنصة الاجتماعية سهل، وأكثر ترتيبا وعملية مع تطبيق «غوغل+» الجوال. فالتطبيق جيد، لكن «غوغل» ستبحث عن المزيد من الأساليب التي تجعل هاتف «اندرويد» ملحقا لمنصة «غوغل+» بصورة خالية من الخطأ. وتأمل «غوغل» استخدام قاعدتها الكبيرة من المستخدمين كأداة ضد «فيس بوك» الذي يعتبر استخدام تطبيقها الجوال الجميل المظهر معقدا بعض الشيء.
بيانات وصور
4. سهولة العثور على مواد المشاركة: يعتبر «غوغل+ سباركس» خاصية مهمة تتميز عن «فيس بوك»، إذ تقوم «سبارك» بتعزيز محرك بحث «غوغل» للقيام بعمل لا تستطيعه «فيس بوك»، ألا وهي منح المستخدمين فيضا من المعلومات السديدة للتشارك بها مع الأصدقاء. ولكون «فيس بوك» لا تملك محركا للبحث، يتوجب على مستخدميها وأتباعها مغادرة الموقع للعثور على البيانات التي يمكن المشاركة بها، أو انتظار أصدقائهم لكي يشاركوهم بها. والسؤال حول «كيفية العثور على مواد للمشاركة؟»، تجري الإجابة عليه فورا: عن طريق «سباركس».
5. إمكانية استرجاع البيانات: «فيس بوك» سيئة السمعة في ما يخص الإشراف على البيانات الشخصية وإدارتها، فأنت مرغم على الكشف علنا عن بعض البيانات الشخصية على سبيل المثال، ومن الصعب جدا شطب سيرتك الشخصية منها نهائيا. لكن «غوغل» بالمقابل تسهل عليك التقاط جميع بياناتك المحفوظة في «غوغل+» ومغادرتها. وهذا يجري عن طريق أداة في «غوغل+» تدعى «تحرير البيانات». فعن طريق نقرات قليلة يمكن تنزيل البيانات من «بيكاسا ويب ألبومس»، و«غوغل بروفايل»، و«غوغل+ ستريم»، و«باز أند كونتاكتس».
6. عنونة أفضل للصور: لدى تصفحك الصور على «غوغل+»، يمكن وضع بطاقات عناوين للأشخاص الموجودين فيه بصورة مشابهة لما تفعله في «فيس بوك». إذ ترسم مربعا، أو إطارا صغيرا، حول وجه الشخص، ثم طباعة اسمه في الإطار أسفله. لكن ثمة فرقا كبيرا في الأسلوب الذي تتبعه «غوغل» في ما يتعلق بناحية الخصوصيات لدى عنونة الصور. فلدى القيام بهذا الإجراء تشاهد هذه الملاحظة: «إضافة هذا العنوان من شأنه إخطار الشخص المعني بذلك، وبإمكانه الاطلاع على الصورة والألبوم المعني»، خلافا لـ«فيس بوك» التي لا تبذل جهدا لتحذير الأشخاص بأسلوب عنونتهم، وبالتالي فسح المجال أمامهم فورا لإمكانية إزالة العنوان.
كذلك قررت «غوغل» بحكمة، الإحجام عن استخدام برمجية التعرف على الوجوه التي تستخدمها «فيس بوك» حاليا للتعرف أوتوماتيكيا على الأشخاص الظاهرين في الصور التي جرى تحميلها على ألبومات المستخدم.
الخصوصية الفردية 7. ميزات للدردشة الجماعية: لـ«غوغل+» الغلبة على «فيس بوك» في مضمار الدردشة. فتشكيل مجموعة دردشة على الفيديو باستخدام «مزية هانغاوت» في «غوغل+» هو عملية سهلة، كما أن تنظيم مجموعات للدردشات القصيرة هو أمر طبيعي ومسل في الشبكات الاجتماعية. وعلى النمط ذاته فإن تطبيق «هادل» الجوال يجعل من السهل على مستخدمي «اندرويد» المتجولين الشروع في دردشات نصية بين المجموعات. لكن «فيس بوك» ببساطة لا توفر مثل هذه الأدوات.
8. مشاركة آمنة بالمحتويات: طالما نادى محبذو المحافظة على الخصوصيات بأن تسمح المواقع الاجتماعية لمستخدميها تعيين مستوى للخصوصية بالنسبة إلى كل قطعة من المحتويات التي يتشاركون بها، بدلا من استخدام لائحة معدة سلفا من ترتيبات الحفاظ على الخصوصيات التي تتحكم بكل المواد المشارك بها. ومن الواضح أن «غوغل» استمعت إلى هذه المطالب، وشيدت هذه الإمكانية في «غوغل+». ومثال على ذلك عندما أقوم بالتشارك مع الآخرين حول مقال، أو أقوم بتحميل صورة كاميرا، تقوم «غوغل+» بخياري بين الأصدقاء الذين أرغب في مشاركتهم بهذه المحتويات. إنها علامة إضافية لـ«غوغل+».
9. «غوغل» منظم جيد لبياناتك الشخصية: تشغيل شبكة اجتماعية هي عبارة عن تنظيم وإشراف مسؤولين لمعلومات المستخدمين الشخصية. لكن «فيس بوك» الشركة الفتية السريعة النمو التي أثبتت أنها في مقدمة هذه النشاطات، تفتقر إلى الاحترام في مجال خصوصيات بيانات المستخدم، كما أنها معرضة للحوادث. لكن «غوغل» من الناحية الأخرى هي شركة ناضجة أكثر يمكن الوثوق بها حسب رأيي أكثر من «فيس بوك». وبصورة إجمالية التزمت «غوغل» بشعارها «لا تكن شيطانا»!