تنوعت وسائل الاتصال والتواصل على المستوى العالمي بشكل كبير، إلى أن أحدثت ثورة شكلت شبكة تواصل كبرى تضم عالما مختزلا في جهاز ذكي جوال في الجيب.
ويعد «كود (رموز) الاستجابة السريعة» Quick Response code أو ما يرمز له اختصارا QR code، إحدى أحدث التقنيات انتشارا واستخداما، كونه يختزل كم معلومات كبيرا ومشفرا داخل مربع ثنائي الأبعاد بالأبيض والأسود. ويقرأ هذا الكود بواسطة أجهزة الجوال الذكية أو المدمج بها كاميرا، ليسهل على التطبيقات الموجودة فيها تحديده والاستجابة له بشكل أسرع.
* رموز «جوالة»
* تنوعت استخدامات رموز «كيو آر» في أنظمة تشغل الأجهزة الذكية، حيث استغلته شركة «نوكيا» الفنلندية في أنظمة تشغيلها التي سبقت نظام «سيمبيان»، ما جعلها صاحبة السبق في تفعيله على أجهزتها الذكية، والذي تلاها بعد ذلك نظام تشغيل IOS في أجهزة «أبل»، ثم نظام أندرويد المطور، حيث تساعد قراءة الكود في هذين النظامين على تحميل برامج الجهاز عن طريق تمرير الهاتف الجوال على مربع الكود ليستجيب إلى نقل المستخدم لبرامج التطبيقات على المتاجر الإلكترونية. وأخيرا وظفته شركة «RIM» المنتجة لأجهزة بلاك بيري في مسح رموز المستخدمين لإضافتهم في برنامج المحادثة.
ومن أشهر التطبيقات لمسح «كود الاستجابة السريعة» هو Barcode scanner وتطبيق Quick scan، فضلا عن توفر تطبيقات ذكية مصممة لتحليل الكود وعرض معلوماته وحفظه على الجهاز كتطبيق QR barcode scanner المطروح في متجر برامج أجهزة الأندرويد.
ولا يقتصر عمل الرموز على الاستجابة للبرامج فقط، بل قد تكون بعض المعلومات أحيانا عبارة عن نصوص أو رقم هاتف أو رابط لإحداثيات موقع معين على الخريطة يظهر بشكل مباشر على شاشة الجهاز الجوال، أو تشفير لوسائط متعددة كالصور أو فيديو مفضل. وهذا ما يميزه عن الباركود التقليدي (الرموز الخطية) Barcode الذي يقرأه عادة جهاز مسح الرموز في مراكز التسوق على المنتجات، من خطوط عمودية متوازية تسجل أسفلها أرقام، إذ يحتاج لإنشاء قاعدة بيانات وتخرين معلومات المنتج على الكومبيوتر أولا لقراءة هذه المعلومات بعد فك تشفيرها.
* استخدامات متنوعة
* ويظهر الاختلاف جليا على كمية المعلومات المخزنة، حيث يخزن الباركود معلومات خاصة بمنتج واحد مسجل على قاعدة البيانات، بينما يخزن كود الاستجابة السريعة كما أكبر ومتنوعا من المعلومات التي يمكن مشاركتها، فضلا عن إمكانية مسحه بواسطة الأجهزة الذكية الحديثة كونه مفتوح المصدر.
وقد استخدم كود الاستجابة السريعة بشكل واسع حول العالم، في الإعلانات التجارية على الطرقات للفت أنظار المارة لمسح الكود بأجهزتهم والتعرف على محتواه، حيث استخدم كأداة تسويق جاذبة. وأبدع المصممون في رسم رموز ملونة بدلا من تقييد مربعات التشفير بلونها الأسود والخلفية البيضاء. وتوسعت فكرة تملك هذه الرموز إلى أن أصبحت تطبع على القمصان والحقائب، بل عمد البعض إلى وشمها على جلودهم.
ويستخدم رجال الأعمال تقنية QR code نظرا للمهنية العالية التي تتطلب منهم إظهار جزء من أعمالهم فيصنعون رموزا تطبع على بطاقات الأعمال للتعرف عن كثب عليهم عن طريق مواقعهم على الإنترنت أو لعرض حساباتهم المباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويمكن لأي شخص إنشاء كود QR الخاص به ونسخه في أي مكان ليعرض معلوماته التي يود مشاركتها مع الجميع.