برزت في الأشهر الأخيرة فئة جديدة من أجهزة الكومبيوتر المحمولة (لابتوب) العاملة على نظام تشغيل «ويندوز 7» الرقيقة والخفيفة الوزن تدعى الدفاتر الرقيقة جدا ultrabooks، لكن السؤال الذي يطرح، هو ما إذا كان الوقت قد حان لشرائها، أو الانتظار لحين ظهور طرز جديدة تعمل على نظام «ويندوز 8» الأحدث، وتصمم بشاشات تعمل باللمس؟
* تصاميم رقيقة
* الدفاتر الرقيقة الأولى هذه تشبه «ماك بوكس إير» من «أبل»، كما أن هناك طرزا تتوفر منها سلفا من «هيوليت - باكرد»، و«أيسر»، و«لينوفو». وكانت الطرز الأولى من هذه الدفاتر أرق كثيرا، وأخف وزنا من أجهزة اللابتوب القياسية العادية، لكنها غالية الثمن، تبدأ أسعارها من 800 دولار.
بيد أن الداعم الرئيسي لمثل هذه الدفاتر الرقيقة، وهي شركة «إنتل»، قد ذكرت أن الأسعار الابتدائية لمثل هذه الأجهزة ستنخفض إلى 699 دولارا في نهاية العام الحالي. وتأمل الشركة أيضا أن تزيل هذه الدفاتر مستقبلا الفوارق بين أجهزة اللابتوب، والأجهزة اللوحية، مثل استخدام الشاشات العاملة باللمس، وحياة البطارية الطويلة، والحفاظ على الاتصال الدائم، مع قدرات التعرف على الصوت.
وكانت بعض النماذج الأولية من هذه الدفاتر بشاشات عاملة باللمس، مثل «إيديا باد يوغا» IdeaPad Yoga من «لينوفو»، قد عرضت في أوائل العام الحالي في معرض الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الذي أقيم في لاس فيغاس في أميركا، إذ تحول «يوغا» إلى جهاز لوحي عن طريق قلب شاشته إلى الوراء، ليتمكن مستخدموه من الاستفادة من مزية واجهة التفاعل العاملة باللمس في نظام «ويندوز 8» الآتي قريبا من «مايكروسوفت». وسيجري شحن هذا الدفتر الجديد إلى الأسواق في أواخر العام الحالي.
وقد أثبت «ماك بوكس إير» من «أبل» أن المشترين مستعدون لدفع مبالغ إضافية للحصول على أجهزة لابتوب رقيقة وخفيفة الوزن. وتأمل «إنتل» من جهتها في حصول الدفاتر الرقيقة على الاستجابة ذاتها. وكانت سوق أجهزة الـ«بي سي» التي تسيطر عليها «إنتل» قد ضعفت، لأن الأجهزة اللوحية المزودة بمعالجات بيانات مصممة من قبل «أرم»، التي تجذب المستخدمين، تطمح أيضا للدخول إلى سوق أجهزة «بي سي»، في حين أن «إنتل» لا وجود لها في سوق الأجهزة اللوحية.
* اختبارات ميدانية
* ويقول أغام شاه، المحلل في مجلة «كومبيوتر وورلد» الإلكترونية، إنه سعى للكشف عن بعض الغموض الذي يحيط بمثل هذه الدفاتر الرقيقة، ولذا قام باختبار جهاز «أيديا باد يو 300 إس» IdeaPad U300S من «لينوفو»، الذي يبدأ سعره بما يزيد على ألف دولار، وهو سعر لا يسر المشترين، لكنه يوفر نظرة إلى مستقبل أجهزة لابتوب «ويندوز».والجهاز هذا متناهٍ في الرقة والنحافة، مع شاشة رحبة قياس 13.3 بوصات. ويمكن حمله بيد واحدة، ووضعه داخل حقيبة مخصصة لأجهزة اللابتوب الصغيرة. والأجهزة هذه المتناهية في الرقة عليها مطابقة معايير تصميمية معينة وضعتها «إنتل»، بما في ذلك ألا تتجاوز سماكتها 21 ملليمترا (0.8 بوصة).
ويأتي «يو 300 إس» بقرص بالحالة الصلبة، ونظام تشغيل «ويندوز 7 أو إس» الذي يبدأ عمله خلال 10 ثوان تقريبا. أما الدفاتر المتناهية في الرقة والنحافة، كجهاز «هيوليت - باكرد فوليو 13»، فتأتي بخيار للقرص الصلب، لكن مكونات بطاقة «إس إس دي» الموجودة على اللوحة الأم، تمكن من الحصول على نظام تشغيل سريع. فقد استيقظ هذا الجهاز من السبات بسرعة فورا، وهذا يعتبر تطورا كبيرا، مقارنة بأجهزة لابتوب القديمة التي استخدمتها.
وللجهاز هذا طراز آخر قدرته 17 واط، يختلف عن طراز المعالج «كور آي7» يعتمد على هندسة «ساندي بريدج» المصغرة، بحيث أمكن تحميل التطبيقات بسرعة، مما مكن من ممارسة ألعاب الرماية العرضية بشكل صحيح، من دون فقدان أي إطار. ودامت شحنة البطارية بين ست وثماني ساعات من الاستخدام النشط، وهو إنجاز مشابه لجهازي اللابتوب الحالي «ثنك باد إكس220» المزود بمعالج «كور آي5»، 35 واط. ويعود فضل حياة البطارية المشابه هذا إلى شاشة «إكس220» الأصغر قياس 12.5 بوصات، وقدرة معالجات «إنتل» على إغلاق الأجزاء غير النشيطة منها.
* مزايا «ألترابوك»
* سهلت لوحة المفاتيح التي تشبه حبات العلك عملية الطبع، كما أن الجهاز نحيف جدا يعمل بشكل أبرد من جهاز «إكس220». ويتميز الجهاز هذا «يو 300 إس» بمميزات اللابتوب العادية القياسية، مثل فتحات لـ«يو إس بي 3.0»، وHDMI (واجهة تفاعل عالية الوضوح والتحديد للوسائط المتعددة)، على الرغم من أن الشاشة لم تكن بوضوح شاشات «آي بي إس» الموجودة على بعض طرازات «إكس220». وعلى صعيد عام، فإنك إذا احتجت إلى لابتوب خفيف الوزن فورا، بسعر 800 دولار مثلا، أو أكثر، فإنه الأجدر البحث عن الدفاتر النحيفة. لكن بالنسبة إلى الراغبين في الانتظار للجيل الثاني من هذه الدفاتر، التي ستظهر في أواخر العام الحالي، فقد تكون أرخص سعرا، أو تمتلك خاصيات مميزة، مثل الشاشات العاملة باللمس. وتتميز تصاميم الجيل الأول من هذه الكتب الرقيقة النحيفة بالشكل الرقيق الخفيف الوزن، والاستجابة الفائقة، كما تقول بيكي إميت، الناطقة بلسان «إنتل». وهي توفر أيضا أساسا صلبا تهندس عليه الشركة وتبني الموجة الثانية من الدفاتر الرقيقة التي ستكون سريعة، وأكثر صداقة للمستخدم، على حد قولها.
والجيل الثاني من الدفاتر الرقيقة هذه ستزود بمعالج «كور» جديد يعتمد على هندسة «أيفي بريدج» الجديد المصغرة جدا، التي من شأنها تسريع البرامج والرسوم البيانية. وسيكون لشرائحها الإلكترونية ترانزستورات ثلاثية الأبعاد (3 دي) التي تجعل المعالجات أكثر سرعة، وأفضل كفاءة على صعيد القوة.
وسيتبع ذلك الجيل الثالث من الدفاتر النحيفة في عام 2013، التي ستزود بشرائح «إنتل» ذات الاسم الرمزي «هازويل»، وفقا لإميت التي ستطيل من حياة البطارية.