أثار انقراض الديناصورات المفاجئ قبل 65 مليون سنة تكهنات عدة، لكن فريقا من العلماء السويسريين والبريطانيين اعتبر أن استراتيجية التكاثر لدى تلك الحيوانات المذهلة التي كانت تضع بيضا، هي عنصر جديد يمكن الاستناد إليه لتفسير سبب انقراضها.
واستبعد العلماء الفرضية القديمة وغير المقنعة التي تفيد بأن الثدييات الصغيرة التي نجت من ظاهرة انقراض العصر الطباشيري الثلاثي (انقراض الديناصورات) أكلت بيض الديناصورات الكبيرة.
والنظريات الأكثر مصداقية اليوم لتفسير الانقراض المفاجئ للديناصورات وغيرها من الأنواع الحيوانية والنباتية تستند إلى الكوارث الطبيعية كسقوط الكويكبات والظواهر البركانية الاستثنائية.
وقد بين ماركوس كلاوس وداريل كودرون (جامعة زيوريخ) وزملاؤهما من جمعية لندن لعلوم الحيوان كيف وقعت الديناصورات وهي حيوانات بيوضة، ضحية استراتيجية التكاثر التي تعتمدها مقارنة بالثدييات وهي حيوانات ولودة.
ونشرت الدراسة الأربعاء في مجلة "بايولوجي لترز" التي تصدرها رابطة "رويال سوسايتي" البريطانية.
وقال ماركوس كلاوس لوكالة فرانس برس إن "السؤال الذي يحير الكثيرين، ومن بينهم أنا شخصيا، هو لماذا نجت الثدييات ولم تنج الديناصورات. أعتقد أنه لدينا جواب جيد جدا عن هذا السؤال".
فبما أن حجم البيض محدود (كلما كانت البيضة كبيرة تكون قشرتها أكثر سماكة لكنها تسمح في الوقت نفسه بمرور الأكسيجين)، لم تكن صغار الديناصورات كبيرة على الاطلاق.
وشرح ماركوس كلاوس أن الصغار تزن عند الولادة "بين 2 و10 كيلوغرامات. لكنها تمر بمراحل نمو متعددة ويصل وزنها في النهاية إلى ما بين 30 و50 طنا".
وكانت الديناصورات الصغيرة تعتبر، قبل بلوغها الحجم النهائي، من الأنواع الأصغر حجما في المنظومة البيئية وتقتات الطعام نفسه. أما الثدييات فتولد كبيرة الحجم عادة وتتغذى في البداية من حليب أمهاتها.
وبحسب العلماء، كانت أنواع الديناصورات صغيرة أو متوسطة الحجم أقل عددا بكثير من الثدييات لأن أعشاشها كانت مليئة بديناصورات كبيرة الحجم.
وأوضح ماركوس كلاوس أن "ذلك لم يطرح مشكلة طوال 150 مليون سنة. لكن ما إن وقع حادث أدى إلى انقراض الأنواع كبيرة الحجم ومعها الأنواع صغيرة الحجم حتى انقرضت المجموعة كلها".
ووحدها الديناصورات صغيرة الحجم التي انتقلت إلى أعشاش جديدة نجت من ظاهرة الانقراض... وتحولت إلى طيور.